الدكتورة محمدي: قرار صوم المريض يتخذه الطبيب المعالج مع حلول شهر رمضان، يحذّر الأخصائيون والأطباء مرضى السكري المسموح لهم بالصيام من عدم التقيّد بتعليمات وإرشادات الطبيب المعالج، ممّا قد يتسبب في إصابتهم بمضاعفات صحية خطيرة، مؤكّدين على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لصيام آمن وخال من المضاعفات الصحية من خلال الابتعاد عن السلوكيات الغذائية السيئة واستشارة الطبيب قبل البدء في الصيام من أجل ضبط مستوى السكر في الدم. دعا الأطباء الأخصائيون مرضى السكري إلى إتباع نصائح وإرشادات الأطباء لتجنّب التعقيدات الصحية، مع عدم الإفراط في تناول الحلويات الرمضانية كالزلابية وقلب اللوز التي تشكلا تهديدا كبيرا على صحة مرضى السكري وحتى على المصابين بأمراض مزمنة أخرى، كونها غنية بالسعرات الحرارية ومضرّة بالصحة مع ضرورة استبدالها بالفواكه الطبيعية التي تحتوي على الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة التي تعمل على تعزيز صحة الجسم، بالإضافة إلى أنّها تزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض لدى الأشخاص الأصحاء. وينبّه المختصون بالحرص على قياس معدّلات السكر بالدم عدّة مرات في اليوم والحفاظ على نسبة السكر ضمن المعدل الآمن ومراجعة جرعات الدواء وتنظيم أوقاتها بما يتناسب مع ساعات الصيام مع ضرورة تقيّد المرضى الذين يسمح لهم بالصيام من قبل الطبيب المعالج بعدم إهمال تناول جرعات الدواء بشكل منتظم خلال فترة الصيام مع الحمية الغذائية. وبحسب الأطباء وخبراء التغذية، فإنّ تناول الفواكه خاصة في شهر الصيام يساعد تزويد الجسم بالسكر الطبيعي الذي يحوّل إلى طاقة ويساعد على تعويض السوائل التي خسرها الصائم خلال ساعات الصوم الطويلة، خاصة وأنّ الفاكهة تحتوي على كميات قليلة من السعرات الحرارية التي يمكن تناولها طيلة أيام شهر رمضان، مع أهمية استهلاك وجبات غذائية متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الصحية بتناول الحبوب والخضروات والقليل من النشويات مع البروتينات والألبان. في هذا السياق، أوضحت الطبيبة العامة الدكتورة محمدي، أنّ مرضى السكري لا يمكنهم اتخاذ قرار صيام شهر رمضان بمفردهم دون استشارة الطبيب، باعتبار أنّ بعض الفئات يمنع عليهم الصوم وذلك حسب حالة المريض، وآخرون قد يسمح لهم بالصيام ولكنّهم بحاجة إلى الاستعانة بالنصائح والإرشادات والتوجيهات من طرف الأطباء لضمان صيام صحي وآمن من التعقيدات الصحية الخطيرة. وأشارت إلى أنّ مرضى السكري من النوع الأول على العموم لا يجوز لهم الصيام نتيجة ظروف تناولهم الدواء الخاص بهم الذي يعتمد على الأنسولين خصوصا الأنسولين المنتظم الذي يؤخذ 3 مرات في اليوم لذلك لا يجوز للمريض الصيام، لأنّ الإلحاح على الصيام بالرغم من منع الطبيب ذلك على المريض بحكم حالته قد يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة. وأكّدت أنّ مراجعة الطبيب المعالج المطلع على حالة مريض السكري قبل أيام من حلول شهر رمضان ضرورة لابد منها قبل الشروع في الصيام من أجل إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وإطلاعه على التحاليل الطبية للمريض والأرقام البيولوجية الخاصة به، والتي على إثرها يتم تحديد البرنامج العلاجي تجنّبا لأيّ مضاعفات صحية، خاصّة وأنّ قرار الطبيب المعالج بإمكانية صيام المصاب بالسكري من عدمه يعتمد على طبيعة الحالة الصحية للمريض ونوع السكري.