توجيه الحكومة لتنسيق الجهود وتكثيفها بمتابعة حثيثة للبرامج التنموية أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، ضرورة متابعة مدى تقدّم المشاريع المنجمية المهيكلة في شقّها الصناعي، كما أمر السيد الرئيس باتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها الدفع أكثر بهذه المشاريع الإستراتيجية والمهمة للاقتصاد الوطني، واحترام آجال إنجازها، كما وجه الحكومة بتنسيق الجهود وتكثيفها بمتابعة حثيثة للمشاريع وتذليل كل الصعوبات التي تواجهها من أجل إنجازها في الآجال المحددة بالنظر للطابع الاستراتيجي لهذه المشاريع. كانت الجزائر سنة 2022 قد أطلقت العديد من المشاريع الهامة الهادفة الى استغلال الثروة المنجمية في الجزائر، خاصة منجم غار جبيلات في تندوف والذي يحتوي على أحد أكبر احتياطات خام الحديد في العالم، وكذلك منجم الفوسفات بتبسة والذي من شأنه أن يحوّل الجزائر الى قطب دولي في استخراج وإنتاج وتصدير الفوسفات مع توقع مداخيل سنوية تتجاوز ال 2 مليار دولار سنويا. بالإضافة إلى ذلك يعد مشروع منجم الزنك والرصاص بمنطقتي أميزور وتالا حمزة ببجاية من المشاريع الكبرى، هذا المشروع يحمل أهمية إستراتيجية للبلاد نظراً لإمكانياته المعدنية الهائلة التي يمكن استغلالها، حيث تقدر بحوالي 34 مليون طن، وتصل الطاقة الإنتاجية السنوية لمركز الزنك إلى حوالي 170 ألف طن وفقًا للبيانات التي نشرتها وزارة الطاقة والمعادن في مارس 2022. ثروة و«ثورة" منجمية.. أطلق مجمع "مناجم الجزائر"، خلال سنة 2022 عدة مشاريع جديدة في مختلف ولايات البلاد بهدف استغلال الثروة المعدنية والمنجمية، ومن أهم هذه المشاريع مشروع البانتونيت في حمام بوغرارة بمغنية (تلمسان) والذي تم تدشين المصنع الخاص بالمنجم في سبتمبر الماضي من طرف وزير الطاقة والمناجم يهدف هذا المشروع، الواقع ببلدية حمام بوغرارة بدائرة مغنية، لإنتاج مادة البنتونيت، وهو معدن يستخدم في قطاعات مختلفة، على غرار حفر آبار النفط، والحفر الهيدروليكي والسباكة والصلب والهندسة المدنية. يغطي موقع المشروع مساحة 175 هكتارًا ولديه احتياطي جيولوجي يقدر بنحو10.4 مليون طن من البنتونيت، وتبلغ الطاقة الإنتاجية المتوقعة 120 ألف طنا في السنة، وتشغيل 102 منصب عمل. بالإضافة الى العديد من المشاريع الأخرى، مثل مشروع الدولوميت في تايوالت (أم البواقي)، مشروع كربونات الكالسيوم في سيق (معسكر) والذي تم تدشين مصنعه هو الآخر من قبل وزير الطاقة والمناجم في سبتمبر الماضي وتدخل هذه المادة في الصناعة التحويلية كمادة أولية لصناعة الورق البلاط، الري، الصناعة الغذائية للحيوانات حيث أن كل هذه الاحتياجات سيتم تلبيتها بإنتاج وطني، بالإضافة الى مشروع الفلسبار في عين بربر (عنابة)، وهو المصدر الرئيسي المستخدم في تصنيع درجات مختلفة من الزجاج والسيراميك، بما في ذلك السيراميك عالية الجودة والألياف الزجاجية الإلكترونية، كما تعد صناعات الزجاج والسيراميك، على وجه الخصوص من كبار المستهلكين للفلسبار، حيث تمثل 95 ٪ من إجمالي الاستهلاك. ومشروع الباريت في كودية الصافية (المدية)، إلى جانب مشروع الكلور ومشتقاته بالشراكة بين مجمع "جيباك" و«إيناسيل". ومن خلال هذه المشاريع، تسعى الجزائر إلى استغلال الموارد المعدنية لخلق الثروة، والبحث المتواصل عن القيمة المضافة، وخلق فرص عمل في المناطق النائية، وتوفير المواد الأولية اللازمة للصناعات المختلفة، وخاصة الصناعات التحويلية، وتقليص الاعتماد على استيراد هذه المواد، مما يقلل من التكلفة الكبيرة التي تتحملها خزينة الدولة سنوياً، بالإضافة إلى تصدير الفائض من هذه المواد ومنتجاتها في المستقبل لجلب العملة الصعبة.