استعدت الأسواق الجوارية والمحلات التجارية المتخصصة في تسويق المواد المتعلقة بتحضير الحلويات بشكل واضح لاستقبل المستهلكين بولاية الشلف، وبدأت تشهد إقبالا كبيرا، بعدما تفرّغت العائلات نسبيا من ضغوطات كسوة العيد، وبالمقابل وجدت بعض الجمعيات والنساءات الماكثات بالبيوت فرصة لتلقي الطلبيات لزبائنهن. مظاهر الإقبال للمواطنين على المرافق التجارية وفضاءات التسوق خاصة من النساء اللواتي تفرغن نسبيا من اقتناء الملابس بعد رحلة البحث عن النوعية والمقاس والتي تحتاج إلى فترة زمنية طويلة، تقول خديجة ومريم ونيسة حيث وجدناهن منشغلات بترتيب قوائم الحلويات خاصة هذه الأخيرة الشغوفة بإعداد صينية قريوشة الوهرانية التي صارت من الأنواع التي لايمكن التخلي عنها في مثل هذه المناسبات. فهي لا تبحث عن تقديم طلبات للمتخصصات في صناعة هذا النوع اللذيذ من الحلويات بل تتكفل بإعدادها بأناملها الذهبية تقول أختها عشوراء. وبخصوص هذا النوع فإن مصاريفه تبقى معقولة حسب السيدة نيسة، حيث أكدت أن المبلغ قد يتراوح بين 1800 إلى 2000 دج لإعداد 50 وحدة، مشيرة، أن مادة العسل والزيت هي المكلفة في عملية التحضير. أما إذا تمّ تقديم الطلبيات للمتخصصات في صناعة الحلويات فسعر الوحدة سيتراوح بين 70 و80 دج تقول ذات السيدة المنهمكة في اقتناء مواد تخص أنواعا أخرى من الحلويات. ومن جانب آخر تحرص العائلات المتسوقات على أن تكون مادة الدقيق المتوسط متوفرة في المتاجر التي تقصدها حتى لا تكثر من تحركاتها وتنقلاتها، كون حلويات المقروض الشلفي المحشو بالتمر المحضر تقليديا، يبقى من ألذ أطباق الحلويات التي تجتمع حولها العائلات وتقدم للضيوف والجيران، تشير فاطمة وابنتها سمية الجامعية وسط هذا الحشد الهائل من العائلات بداخل مجمع ستي شوب بالحسانية في بلدية الشلف. ولم تتوانى ذات المتحدثة في الترويج لهذه المادة التي لاتكلف كثيرا بالمقارنة مع أنواع أخرى من الحلويات كالبقلاوة والعرايش والكنافة، خاصة عندما يضاف لها مادة اللوز أو مكسرات أخرى، ما يجعل سعرها مكلفا يتراوح بين 100 و120 دج للوحدة. وفي ذات السياق، أجمعت المتحدثات على أن أسعار مواد الحلويات صارت ملتهبة وتؤثر على الجيوب بالرغم أن عمليات التزيين، لاتضاهي تلك التي تستعمل في الأعراس والحفلات العائلية. وفي ذات السياق لم تتردّد السيدة عائشة رفقة ابنتها شهرازاد في الكشف عن الأنواع التي تفكر في إعدادها لمائدة حلويات عيد الفطر، حيث تفضل حلويات الطابع والمقروض وهليلات القوفرات، كونها خفيفة وغير مكلفة من حيث المصاريف. أما فتيحة ونصيرة ونجوى وهيام بعضهن ماكثات في البيت وأخريات تنشطن ضمن جمعيات، فهن يسابقن الزمن لشراء مستلزمات الحلويات بعضها لتلبية طلبات زبائنهن والأخرى للمشاركة في معرض الفني للحلويات بليلة 27 من رمضان بدار الثقافة والمتحف الجهوي ضمن رهان يبرز نشاطهن الجمعوي. ومن جانب آخر تفضل البعض منهن رفقة عائلاتهن شراء مادة الدقيق لتحضير ما يسمى ب«الخبيز" كطبق لذيذ يستهوى الضيوف، حسب ما أكده لنا جمال وزوجته نسرين التي كانت تحمل كيسا من مادة الدقيق، لأن التحضير قد يمتد حسبها إلى 5 أيام أخرى بعد يوم الفطر لأن بيت عائلتها معروف باستقبال الضيوف من الأقارب والجيران، يقول رب الأسرة الذي أوضح أن غلاء أسعار الحلويات هذه السنة أجبره وأجبر البعض الآخر تقليص الفاتورة المتعلقة بالحلويات، لأن مصاريف رمضان واقتناء ملابس العيد كلها دفعة واحدة تؤثر على النفقات. يذكر أن هذه الجولة التي قادت "الشعب" إلى محلات واسواق بيع مستلزمات تحضير الحلويات كشفت عن تباين حقيقي في أسعار المواد المخصصة لتحضير الحلويات، كما سمحت بالوقوف على تحضيرات مبكرة من طرف العديد من العائلات في ولاية شلف في إعداد حلويات العيد، وتتنوع من التقليدية إلى العصرية.