تستقبل العائلات الجزائرية العيد وتودع شهر رمضان، بتحضير الحلويات بالبيت أو اللجوء إلى اقتنائها جاهزة من المحلات أو ''الحلواجيات''، وهو شأن المرأة العاملة التي تلجأ إلى طلبها جاهزة بحجة ضيق الوقت، ولأن المصاريف هي نفسها سواء تم إعدادها بالمنزل أو شراؤها من المحلات. تقول السيدة جوهر برابح التي تعمل بإحدى المؤسسات العمومية بحيدرة: ''طبيعة عملي وظروفي لا تسمح لي بإعداد الحلوى في المنزل، فالمرأة العاملة عموما لا تجد الوقت الكافي لتحضيرها. وأنا شخصيا تعودت على اقتناء حلويات تقليدية من عند ابنة خالي الحلواجية، حيث أضمن حلويات ذات جودة وسعر مناسب''. وتشاطرها الرأي السيدة ''كوثر زعفري'' إذ تقول: ''إن كانت لذة عيد الفطر تكمن في التحضير للحلويات داخل المنزل، إلا أن تربية الأطفال والعمل خارج المنزل حال دون تحضيرها بمفردي، فقد طلبتها هذه السنة من محل معروف جدا بالحراش، ولم تتجاوز حلويات تقليدية كالبقلاوة، التشاراك المسكر والمقروط''، لتضيف مبتسمة ''المصاريف نفسها سواء قمنا بإعدادها في المنزل أو اشتريناها من المحلات. وأعتقد أن توفر محلات الحلويات ساعد الكثير من ربات البيوت، وخصوصا العاملات على إكمال فرحة العيد''. وعكس السيدة كوثر، تفضل السيدة ''هاجر. س''، ماكثة بالبيت، صنع الحلوى في المنزل، إذ تقول ''لا تكتمل فرحة العيد إلا بلمة صنع الحلويات مع صديقاتي''، لتضيف ''أفضل تحضيرها في المنزل ضمانا لنظافتها وجودتها ورخص أسعارها، فالحلويات الجاهزة أغلى من الحلويات المنزلية''. ومن خلال الجولة التي قادتنا لبعض محلات بيع الحلويات بالعاصمة، لمسنا الجمع بين الحلويات التقليدية والسورية، حيث كانت الواجهات مزينة بمختلف الأنواع والألوان. أما عن الأسعار، فهي تختلف حسب مكونات الحلويات من اللوز والفستق وغيرها، إذ يصل سعرها إلى 50 دج، في حين تقتصر مكونات حلويات أخرى على السميد والتمر والسكر، ويقدر سعر الحبة الواحدة ب30 دج. من جهتها، تنتعش صناعة الحلوى بالنسبة ل''الحلواجيات'' في عيد الفطر، خاصة مع الإقبال الكبير للنساء العاملات اللواتي يحجزن الطلبية قبل عدة أيام من هذه المناسبة. وفي هذا السياق، قالت صانعة الحلوى السيدة ''عتيقة. م'' من بوفاريك ''تلقيت العديد من الطلبيات خلال النصف الثاني من الشهر الكريم، سواء من النساء العاملات أو الماكثات بالبيت''. أما عن الأسعار فربطتها بغلاء مواد تحضير الحلويات ''الأسعار تختلف حسب المكونات، ولكنها لا تتجاوز 40 دج''.