مع بداية العد التنازلي لانقضاء الشهر الكريم، تحول اهتمام ربات البيوت من تحضير مختلف أصناف الطعام لتزيين مائدة الإفطار إلى صنع الحلويات واستقبال عيد الفطر المبارك، حيث تلجأ النساء العاملات والماكثات في البيت إلى اقتناء الحلويات التقليدية من المحلات المتخصصة في صناعتها أو لدى السيدات اللواتي يعكفن على تحضيرها، حسب الطلب، في بيوتهن تفاديا حسبهن للتعب، المجهود العضلي والتكاليف الباهظة للمواد التي تدخل في تحضيرها، لاسيما المكسرات، غير أن ثمة ربات بيوت يفضلن تحضير الحلويات بأنفسهن، لاسيما مع توفر كتب تبسط الكيفيات بالصور وعبر مراحل تضمن النجاح في تحضيرها، وكذا وجود قناة تلفزيونية جزائرية متخصصة في الطبخ والحلويات. وفي جولة استطلاعية إلى محلات بيع الحلويات التقليدية والشرقية، وجدناها تزينت واجهاتها بشتى الأصناف والأنواع المشكلة بطريقة جد دقيقة وجميلة تجذب جميع من يمر بها للتوقف برهة قصد التأمل والملاحظة. أما عن أسعارها فتتراوح بين و60 و75 دج للحبة الواحدة، حسب نوع المكسرات التي تدخل في تحضيرها، اقتربنا من أحد أصحاب المحلات المشهورة في صناعة الحلويات التقليدية بشارع العربي بن مهيدي بوسط مدينة وهران، لاستطلاع مدى إقبال المواطنين على اقتناء حلويات العيد، فعلمنا منه أن الإقبال بدأ على حلوياته مع حلول الأسبوع الأخير من رمضان، إذ يزيد العمل عنده من أجل سد طلبات زبائنه، وحاولنا معرفة الفئات الاجتماعية التي تقصد محله، فقال: ‘'تقصدنا الفئة متوسطة الدخل من السيدات العاملات، كما تأتينا طلبيات من عائلات غنية تبحث عن إبهار ضيوفها بتزيين مائدة العيد بأنواع جميلة وفاخرة من الحلويات التقليدية، فاقتناء حلويات العيد الجاهزة صار طريقة للتباهي بين بعض العائلات من الطبقة الغنية، فتجدها في سباق لاقتناء حلوياتها من أرقى المحلات وأفخمها”. ورغم كل ذلك، تبقى للاحتفال بالعيد مكانة خاصة في قلوب الجزائريات، وإذا كانت بعضهن قد تخلين عن إعداد الحلوى بأنفسهن، إلا أنهن لازلن محافظات على بعض التقاليد التي تتميز بها عاصمة الغرب الجزائري، كارتداء ملابس تقليدية خلال أول أيام العيد من “الجلابة” التي يحرصن على شراء آخر طراز منها، إلى “البلوزة” الوهرانية و” القفطان” المغربي ليظهرن في أحلى حلة وسط العائلة.