تعتبر زاوية سيدي علي موسى ببلدية سوق الاثنين في معاتقة من إحدى الزوايا والمدارس القرآنية التي تشتهر بها ولاية تيزي وزو، نظرا للدور الهام الذي تقوم به في تحفيظ القران وكلام الله للأجيال الصاعدة، حيث تتداول على هذه الزاوية مختلف الفئات العمرية من ذكور وإناث على مدار السنة لتعلم اسس القران الكريم والسنة، لتتحول الى عادات وتقاليد هذه الزاوية العريقة التي صنفت كموروث ثقافي ومنارة من منارات الاسلام التي تنشر الإشعاع الديني والروحي. زاوية سيدي علي موسى التي يعود تاريخ تأسيسها الى القرن الثامن هجري من طرف سيدي محمد بن يوسف، لعبت منذ قرون دورا كبيرا في نشر العلم والمعرفة وإصلاح ذات البين، كما لعبت دورا كبيرا إبّان الثورات الشعبية وثورة التحرير، أين استقطبت كبار الشخصيات التاريخية أمثال الأمير عبد القادر الذي استنجد بها من أجل مساعدته في ثورته ضد المستعمر الفرنسي، لتبقى منذ ذلك الوقت وفية لتقاليدها، وتفتح أبوابها للطلبة القادمين من مختلف ولايات الوطن، والذين اعتكفوا وأقاموا بها لسنوات طويلة من أجل التخرج كأئمة حملوا معهم علمهم ومعرفتهم لنشرها في ولاياتهم، وهذا ما ساهم في شهرتها طيلة عقود من الزمن، وما يزال عديد الطلبة والأئمة يحتفظون بذكرياتهم فيها طيلة سنوات عكفوا على تعلم كتاب الله وسنة رسوله الكريم. زاوية سيدي علي موسى ورغم افتتاح عديد مدارس القرآن بتيزي وزو، إلا أنها ما تزال وجهة العديد من الطلبة من مختلف مناطق تيزي وزو وحتى سكان المنطقة ومن مختلف الفئات العمرية، خاصة الاطفال والنساء الماكثات في البيت، وهذا ما أعطى دفعا جديدا للاجتهاد في العبادات وحلقات حفظ القرآن والذكر ودروس الوعظ والارشاد، وهذا ما يميزها عن باقي المدارس القرآنية. الزاوية تتحول في شهر رمضان الى خلية يسمع فيها كلام الله، والذكر الحكيم الذي ترتله حناجر الاطفال الصغار وحتى النساء اللواتي بدأنّ من الصفر كونهنّ أميات لا يتقن القراءة والكتابة، ولكن بعد مواضبتهنّ على الحضور لتعلم القرآن، فقد أصبحنّ متمكّنات من قراءة كلام الله وحفظه، وهو الأمر الذي اسعدهنّ فبعد أميتهنّ أصبحن يتقنّ أسس القراءة والتجويد والحفظ. تحتضن الزاوية اليوم 180 طالب من مختلف الفئات العمرية، والذين شارك العديد منهم في مختلف المسابقات القرآنية، ونالوا جوائزا تقديرا لهم على جهودهم، كما أنّ هذه الزاوية تكثّف برنامجها الدراسي خلال شهر رمضان من تحفيظ للقرآن وتقديم دروس ومواعظ للطلبة والطالبات، لتساهم بذلك في التعليم الروحي المستلهم من القرآن والسنة، وأهّلها لتكون منارة من منارات الاسلام التي تنشر الاشعاع الديني والروحي.