زاوية سيدي عبد الرحمن الثعالبي اليسري واحدة من الأقطاب العلمية والثقافية في ولاية بومرداس على غرار زاوية البومرداسي وزاوية الغبريني بخميس الخشنة وكذا زاوية سيدي اعمر الشريف بسيدي داود. بها مدرسة قرآنية، تعتبر مركزا للإشعاع الديني في منطقة يسر ولاية بومرداس بحيث يزاول الدراسة فيها أكثر من 70 طالب علم قدموا من مختلف ولايات الوطن فضلا عن أبناء المنطقة، كما تخرج منها أكثر من 500 طالب بعضهم وجهوا إلى الحياة العملية كأئمة مساجد ومعلمي قرآن، فيما تم تحويل بعضهم الآخر إلى الدراسات العليا في المعاهد والجامعات... الشيخ نور مؤسس الزاوية، في حديثه إلى "الشروق"، قال إن فكرة تأسيس الزاوية كانت سنة 1998 في البقاع المقدسة، حيث كان ضمن بعثة وزارة الشؤون الدينية لأداء مناسك الحج. ولقد بادر إلى إنشائها على أرضية كانت خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات "كنيسة" من مخلفات الاستعمار الفرنسي، بحيث تم بناء الزاوية وتدشينها سنة 2000 بحضور وزير الشؤون الدينية، السيد بوعبد الله غلام الله. وحسبه، فإن الزاوية فيها المدرسة القرآنية والمسجد وكذا المرافق الملحقة بها من مكتبة وقاعة تدريس وقاعة محاضرات، وكذا جناح الداخلية، ما مكن الطلبة من التعلم ومزاولة الدراسة في ظروف جد مريحة. وتقوم المدرسة بتحفيظ القرآن وتدريس علوم الدين من فقه ولغة كما تخرج منها العديد من الطلبة الذين يشغلون مناصب عليا في القطاع وفي مختلف أرجاء الوطن. الشيخ نور أكد على أن الزاوية تغطي مساجد المنطقة وولاية العاصمة والبويرة وتيزي وزو بالأئمة، خاصة خلال الشهر الفضيل وكذا عطلة الصيف عندما ينصرف الأئمة إلى عطلهم السنوية. ولقد انتقى كمؤسس للزاوية أصغر طالب لا يتجاوز عمره 15 سنة اسمه موسى شنوف من ولاية الأغواط وذلك ليؤم المصلين خلال صلاة التراويح في هذا الشهر الفضيل كما جهز عددا من الطلبة لتغطية مساجد الولاية والولايات المجاورة خلال هذا الشهر المبارك.