يتميز شهر رمضان بمناطق الجنوب الغربي من الوطن خاصة ولايات النعامة، البيض وبشار بعدة مناسبات أو شعائر تحييها العائلات بعضها دينية، والبعض الآخر اعتاد السكان على احيائها عرفيا وهي الفضيلة خاصة عند منتصف شهر رمضان أي الليلة التي تسبق المنتصف، وليلة 27 أي ليلة القدر. الاحتفال بالفضيلة توارثها السكان أبا عن جد بالجنوب الغربي فهي احتفال خاص بهاتين الليلتين تستعمل فيها أطباق تقليدية خاصة، كما تستعمل فيها بعض الطقوس أو الأشياء خاصة من طرف ربات البيوت احتفالا بهاتين الليلتين كل حسب طريقته وكأنهما عيدين منفصلين يحتفل بهما في هذا الشهر المبارك. "الطعام" و" المردود" أهم الاكلات المميزة للفضيلة
سواء كانت ليلة منتصف شهر رمضان المبارك أو ليلة 27 منه أي ليلة القدر تتميز بأكلات تقليدية خاصة على خلاف بقية الايام، حيث يتم التحضير لها منذ الصباح أين يتم اقتناء بعض الخضر من أجل أن يكون العشاء مميزا والذي يكون أما بالطعام المتوسط أي ليس السفة وبالمرق أو الطعام الغليظ أي المردود. كما يتم اقتناء خلال هذه المناسبة مادة اللحم، فيما تفضل بعض العائلات خاصة ذات الدخل الجيد نحر شاة أما في ليلة المنتصف، أو في ليلة القدر، وكثيرا ما يتم الاحتفال بهذه الشعيرة في بيت كبير العائلة أي الجد أو الأب، أين يتم جمع كامل الأبناء والأحفاد، كما أن بعض العائلات تقوم بدعوة بعض الأقارب خلال هذه الفضيلة في جو عائلي تكافلي خاص، كما تقوم بعض العائلات خاصة من أعدت الطعام الغليظ أو المردود بإرسال صحن لكل الجيران ويتم من خلالها تبادل الأكل بين الجيران من أجل نشر المحبة بينهم. طقوس احتفالية خاصة تتميز الفضيلة بمناطق الجنوب الغربي بعادات وتقاليد خاصة كان يستعملها السكان خاصة النسوة في السابق من أجل تميز هذه الليلة عن بقية الليالي الأخرى أهمها تنظيف البيت جيدا ومع وقت المغرب أو بعده بقليل يتم تعطير كامل المنزل بملطف ذو رائحة متميزة، إلى جانب وضع البخور يكون في معظم الأوقات على الجمر من أجل إعطاء لهذا البيت رائحة مميزة خلال هذه الليلتين، والأهم من كل هذا والذي تتميز به كل النساء هو عملية الزينة التي تقوم بها المرأة خاصة بمادة الحناء، بعضهن تقوم بها عادية أي تقوم بطلي اليدين والأرجل كاملة والبعض الآخر يقمن بالقيام بأشكال وزخرفة لتعطيهن جمالا خاصا. ختان الأطفال ليلة القدر الاحتفال بالفضيلة يشعر به الأطفال أكثر من غيرهم لأن الجو العام بالمنزل يختلف عن بقية الأيام الأخرى، سواء من حيث الأكل أو من حيث النشاط فليلتي الفضيلة تشهد حركة غير عادية بالبيت، سواء من حيث تحركات النساء أو دعوة بعض الأقارب وبالتالي احضار أبنائهم معهم. كما أن الكثير من العائلات تفضل أن يلبس أبنائها لباسا جديدا خلال هذه الليلة حتى ولو كان مستعملا سابقا، وعلى الطفل تغيير لباسه خلال هذه المناسبة، فيما يبقى النشاط الاكثر تميزا خلال الفضيلة خاصة فضيلة 27 رمضان أو ليلة القدر هو عملية ختان الأطفال، فكثيرا من العائلات تفضل أن تقوم بهذه العملية خلال هذه الليلة سواء منفردة أي وحدها أو جماعيا من خلال عمليات الختان التي تنظمها بعض المستشفيات أو الجمعيات الثقافية، أين يتم القيام بحفلات عائلية خاصة يفرح بها الأطفال من خلال تحضير بعض الحلويات الخاصة بهذه المناسبة أو حلويات تقليدية مثل الرفيس، المعكرة والسفة .. وغيرها ويبقى سلطان هذه الليلة هو ذلك الطفل الذي سيتم ختانه فرحا بلباسه الخاص الذي تم صنعه أو اقتنائه خصيصا ليرتديه في هذه المناسبة. ختم القرآن كاملا خلال ليلة القدر بالمساجد إذا كانت الفضيلة الخاصة بمنتصف شهر رمضان أو ليلة 15 من رمضان مجرد عادة توارثتها العائلات عبر مختلف الازمان، فإن فضيلة 27 من نفس الشهر هي شعيرة دينية تحييها كل الدول الإسلامية، فهي ليلة القدر، ليلة خير من ألف شهر، نزل فيها القرآن الكريم. فبالإضافة إلى العادات والتقاليد والطقوس التي تقام خلالها بالمنازل، يتم خلال هذه الليلة تزيين المساجد، وتلطيفها بالعطور والبخور، وكذا نظافتها داخليا وخارجيا، واضاءتها جيدا من اجل احياء هذه الليلة المباركة، وتسهيل توافد المصلين إليها. وتتميز ليلة القدر بمناطق الجنوب الغربي بإقامة الصلاة طيلة هذه الليلة، كما أن بعض المساجد تختم القرآن كاملا خلال هذه الليلة، حيث تقام الصلاة بالمساجد من صلاة العشاء إلى صلاة فجر اليوم الموالي، يتنافس فيها حفظة القرآن الكريم خاصة الأطفال والشباب، كل حافظ لكتاب الله يصلي ببعض الأحزاب يتم اختيارهم مسبقا من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية النعامة وتحت إشراف أئمة المساجد، لتختتم قبل صلاة الفجر بدعاء جماعي من جموع المصلين من أجل حفظ الوطن واستتباب الأمن، وإنزال الغيث ورحمة البلاد والعباد. كما تتميز هذه الليلة بالتكافل والتضامن، والكرم من خلال تحضير السكان المجاورين لهذه المساجد السحور لكل المصلين، حيث يتم احضاره إلى ساحات المساجد أو تلك المجاورة للمسجد، يتم من خلالها توفير هذه الوجبة للمصلين وهي عبارة عن "الطعام" بمختلف أنواعه، السفة التي تقدم إما بالحليب أو اللبن، الطعام المتوسط والمردود بالمرق، بالإضافة الى الشاي طيلة هذه الليلة، وتسهر لجنة المسجد بالحفاظ على مجريات هذه الليلة خاصة ما تعلق بالنظافة. تلاحم وتراحم هي عادات وتقاليد توارثها سكان الجنوب الغربي عن أسلافهم في الاحتفال بليلتي الفضيلة، سواء منتصف شهر رمضان المبارك أو ليلة القدر تعبر عن اللمة العائلية وعن الكرم والتلاحم والتراحم بين السكان، وكذا قراءة القرآن الكريم فشهر رمضان " الذي أنزل فيه القرآن هُدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان."