أعلن وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، عن إطلاق البطاقة الافتراضية "e-chifa"، الموجّهة للطلبة الجامعيين حصرا، والتي تعد نقلة نوعية في مسار التحول الرقمي الذي يشهده القطاع، وتجسيدا لالتزامات رئيس الجمهورية، بالتحول الرقمي، وتطوير الخدمات الإلكترونية عن بعد التي تقدمها صناديق الضمان الاجتماعي. أماط الوزير اللثام عن جديد قطاعه، خلال إشرافه نهاية الأسبوع الماضي، على إطلاق بطاقة الشفاء الافتراضية، ابتداء من الخميس الماضي عبر خمس ولايات نموذجية، مشيرا إلى أنها ستسمح بإحداث قفزة تقنية وتكنولوجية هامة، تضمن السير المنسجم والمستديم والأمن لمنظومة الضمان الاجتماعي. وكشف الوزير أنّ البطاقة تستهدف فئة الطلبة الجامعيين باعتبارها حاضنة لبيئة رقمية بامتياز، في حين تقرّر إطلاق مرحلة تجريبية ابتداءً من الخميس الماضي على مستوى ستة ولايات وهي الجزائر العاصمة، وبومرداس، ومستغانم وجيجل وسطيف وورقلة، بعد انقضاء الفترة التجريبية المحددة بمدة شهر، على أن يتم تعميم الاستعمال على المستوى الوطني لفائدة الطلبة الجامعيين الذين تتوفر فيهم الشروط وفي السياق، أشار الوزير إلى أنّ الحصول على النسخة الرقمية من بطاقة الشفاء، سيكون "من خلال تطبيق الهاتف المحمول "الهناء"، بعد التحقق من المعطيات المقدمة وتوثيق الملف والمصادقة على الطلب من طرف مصالح الشفاء التابعة لصندوق الضمان الاجتماعي، حيث تسمح البطاقة بالتعرف والمصادقة الرقمية بفضل البيانات الواردة فيها، بالاعتماد على رمز QR الذي يتم التحقق منه عن بعد مع قواعد بيانات الصندوق، بعد إدخال رمز PIN الخاص بصاحب البطاقة". وأضاف: "تسمح البطاقة الجديدة بالاستغناء عن التحيينات المعمول بها سابقا، كونها متاحة عبر الهاتف الذكي، وهو ما يساعد على الحد من المخاطر المرتبطة بالاستخدام غير السليم لها، كما يسهل الرقمنة الشاملة للتبادلات بين الفاعلين خلال مسار علاج المؤمن له اجتماعيا". وتتوافق النسخة الرقمية من بطاقة الشفاء وفق الوزير مع الأحكام التنظيمية المتعلقة بحماية البيانات الشخصية، حيث يتم نقل البيانات اللازمة وحصريا للتكفل بالمؤمن له اجتماعيا إلى مهني الصحة على غرار بيانات الهوية كاللقب والاسم وتاريخ الميلاد ورقم الضمان الاجتماعي ورقم التعريف الوطني، إلى جانب البيانات التقنية التي تسمح بالتوقيع الإلكتروني. واسترسل ممثّل الحكومة يقول "يتم تأمين التبادلات من خلال بروتوكولات التشفير المتقدمة والتحقق المزدوج والتدقيق المنتظم لمنع مخاطر اختراق البيانات، بالإضافة إلى ضمان التوفر العالي للمنصة بتعزيز البنية التقنية ومعدات الجيل الجديد، كما ستسمح البطاقة الرقمية "e-chifa" بضمان السرعة في تغطية الاحتياجات والخدمات التي توفرها بطاقة الشفاء". وبالمناسبة، كشف الوزير أن صناديق الضمان الاجتماعي وبعنوان سنة 2023، عالجت أزيد من 86 مليون وصفة طبية عن طريق نظام الدفع من قبل غير الشفاء، وقد تمّ معالجة أزيد من700 مليون وصفة طبيبة منذ وضع النظام حيز التنفيذ سنة 2007 إلى غاية اليوم. كما تسمح بطاقة الشفاء - حسب بن طالب - بالحصول على خدمات ما يقارب 18 ألف من مهنيي الصحة المتعاقدين، وقد قرّرت السلطات شهر ديسمبر المنصرم، رفع قيمة التعويضات الممنوحة عبر نظام الدفع من قبل باستعمال بطاقة الشفاء من 3.000 دج إلى 5.000 دج للوصفة لفائدة المرضى غير المؤمّنين. كما أكّد بن طالب أنّ بطاقة الشفاء "ستضاف إلى جملة الخدمات الرقمية التي يقدمها القطاع عن بعد، والتي بلغ عددها 127 خدمة منها 102 متوفرة عبر منصة خدماتي التابعة للقطاع، و87 متوفرة عبر البوابة الحكومية للخدمات الالكترونية"، إلى جانب 48 واجهة للتبادل الآلي بين قواعد البيانات، منها 24 واجهة طورها القطاع حول الضمان من المواطنين تقديم وثائق يمكن التبادل الآلي مع قواعد بيانات خارج القطاع، حتى لا يطلب من المواطنين تقديم وثائق، يمكن الحصول عليها مباشرة عن طريق هذه الوجهات، كما تمّ وضع 34 نظاما للمساعدة على اتخاذ القرار يسمح بمكالمة 1.233 مؤشر، وهو ما من شأنه الرفع من الشفافية والوضوح في التسيير، وفق شروحات قدمها ممثل الحكومة. وخلال نفس المناسبة، كشف الوزير أنّ منحة البطالة تسير بشكل عادي، حيث تمّ تسجيل أكثر من 88 ألف موعد لاستلام منح البطالة خلال أفريل الجاري وماي وجوان المقبلين، موزعة كالتالي 27800 موعد لاستلام منح البطالة خلال شهر أفريل الجاري وأكثر 35600 موعد خلال شهر ماي المقبل وأكثر 25000 موعد خلال شهر جوان القادم، مجدّدا دحضه لكل الإشاعات التي تفيد بتوقيف هذه المنحة التي تعد مكسبا اجتماعيا لم ولن تتخلى عنه الدولة.