حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية والفتاكة في قطاع غزة، خصوصاً بين الفئات الهشّة، مشيراً إلى تزايد تهديدات الكارثة الصحية منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة. أشار المرصد في تقريره الصادر، أمس الأول، إلى أن الموت بات يلاحق سكان قطاع غزة، فبموازاة هجمات الاحتلال، يعاني الأهالي من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بسبب المياه الملوثة، والاكتظاظ، وارتفاع درجات الحرارة، وانهيار النظام الصحي ومحدودية خدماته، بما في ذلك عزل المرضى لمنع الانتشار، وشحّ الأدوية ومستلزمات التعقيم، وانتشار النفايات الصلبة وتراكمها في أنحاء قطاع غزة كافة. وانتقد المرصد، ومقره في جنيف، استمرار جيش الاحتلال في تدمير ما بقي من النظام الصحي وحرمان الأهالي الخدمات الطبية الأساسية والعلاج الضروري وعرقلة المساعدات الإنسانية، محذراً من أن الأطفال، خصوصاً المواليد الجدد، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، هم الأكثر تأثراً بهذه الكارثة الصحية. ورصد التقرير اضطرار سكان القطاع إلى استخدام مياه ملوثة غير صالحة للشرب، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتعطل غالبية خطوط المياه الرئيسية وتضرر أنظمة الصرف الصحي، مشيراً إلى ارتباط الماء الملوث وتردي منظومة الصرف الصحي بانتشار أمراض مثل الكوليرا والإسهال والالتهاب الكبدي الوبائي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي حذرت منذ أشهر من كارثة صحية وبيئية شاملة يواجهها سكان قطاع غزة. بموازاة ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي إن انهيار المنظومة الصحية وعدم توافر مستشفيات متكاملة في مدينة غزة وشمالها، والضغط الهائل على المستشفيات القليلة التي بقيت تعمل جنوبيّ القطاع تهدّد بارتفاع أعداد الضحايا بشكل غير مسبوق. تراكم 270 ألف طن من النفايات الصلبة واستعرض الأورومتوسطي جوانب من التأثيرات الصحية والبيئية للحرب، مشيراً إلى تراكم أكثر من 270 ألف طن من النفايات الصلبة في قطاع غزة، بحسب تقديرات الأممالمتحدة، والمنتشرة في التجمعات السكانية والطرقات والساحات والمستشفيات، بما في ذلك النفايات الصحية، وذلك بسبب تدمير مرافق إدارة النفايات ونظام جمع ومعالجة النفايات في القطاع، وهو ما يشكل كارثة بيئية وصحية بحدّ ذاته، ويهدد بأن يكون مصدراً آخر لانتشار أمراض وأوبئة، الأمر الذي بدأ يظهر بوضوح في مخيمات النزوح المكتظة، ولا سيما في ظل تدمير الهياكل الأساسية لخدمات المياه والصرف الصحي.