استقبلت الأسرة الفلاحية لولاية أدرار الإعلان عن إقامة مصنع لإنتاج بودرة الحليب بالولاية، بصدر رحب وتفاؤل كبير، حيث يتفق الرأي العام المحلي، على أن المشروع الاستراتيجي سيثمن الثروات الطبيعية للصحراء الجزائرية بالشكل المطلوب، لاسيما مقوّمات قطاع الفلاحة. اعتبر مدير الغرفة الفلاحية لولاية أدرار، عبد القادر الحمدو، مشروع انجاز مصنع بودرة الحليب، بموجب اتفاقية شراكة بين الجزائر وقطر، ب "الحلم"، سيمكن بعد تجسيده من رفع المستوى المعيشي لسكان المنطقة، كما سيمكن من كسر الصورة النمطية عن الصحراء. مقوّمات نجاح المشروع عدّد عبد القادر الحمدو منافع المشروع قيد الدراسة، موضحا أنه سيكون للمشروع فوائد كثيرة على المستوى المعيشي للسكان، ناهيك عن تأثيراته الايجابية على المناخ، حيث سيمكن المشروع من تشغيل زهاء 5 آلاف شخص، فضلا عن تأثيراته الاقتصادية، إذ سيساهم في تغطية 50% من الاحتياجات الوطنية من الحليب وتقليص تكلفة استيراده، زيادة على تغطية احتياجات السوق الوطنية والمحلية من اللحوم الحمراء. من جهته، قال مدير غرفة لصناعة والتجارة لولاية أدرار، اسماعيل بن صادق، إن مشروع انتاج مسحوق الحليب، بموجب شراكة جزائرية قطرية، هو الوحيد والأكبر على المستوى الافريقي، سيفتح فرص اقتصادية جديدة بمنطقة الصحراء، عبر ولاية أدرار التي تعتبر بوابة إفريقيا، في وقت عرفت فيه هذه الولاية الصحراوية، قفزة نوعية في عدد المتعاملين الاقتصاديين، وسجلت تجربة ناجحة في مجال الاستثمار الأجنبي بقطاع الفلاحة، بذكر الاستثمار التركي المنجز في 2022، الذي توسّع مؤخرا، من زراعة الحبوب والبقوليات، إلى مجال تربية سلالات متنوّعة من الأغنام الأكثر تكيّفا مع مناخ المنطقة. وتحدّث اسماعيل بن صادق، عن المقوّمات الطبيعية الخمس لولاية أدرار، مشيرا إلى أن المشروع سيُكتب له النجاح الحتمي، في ظل توفر جميع العوامل المؤدية للنتائج الاقتصادية المتوخاة، في ظل التخطيط الاستشرافي الصائب للسيد رئيس الجمهورية، في تجسيد التوجه الاقتصادي البديل لتحقيق الأمن الغذائي. وأشار مدير غرفة الصناعة "توات"، إلى المقومات الفلاحية التي تتمتع بها ولاية أدرار، بما فيها المساحة الفلاحية الشاسعة، المتربعة على 615 ألف هكتار، تمثل 60% منها الأراضي الفلاحية القابلة للاستغلال، فضلا عن خصوبة التربة ووفرة المياه الجوفية، وتتصدر الولاية الترتيب الوطني في انتاج عدة محاصيل فلاحية، على غرار انتاج الذرة والحبوب بمردود لا تحققه ولايات أخرى في القطر الوطني. ولم يفوّت المناسبة، للإشارة إلى أن أدرار تتوفر أيضا على ميزة انتاج محصولين فلاحيين، في موسم واحد وفي مكان واحد، الأمر الذي من المعقول أن يستقطب الاستثمارات الوطنية والأجنبية في مجال الفلاحة. تفوّق في الإنتاج الفلاحي وسجلت ولاية أدرار، بحسب اسماعيل بن صادق، في عدة مواسم فلاحية تفوقا في مجال الإنتاج الفلاحي، في عدة شعب فلاحية، الأمر الذي يشجع ويدعو إلى بذل المزيد من الجهود لتبيان مقومات الصحراء الجزائرية في عدة مجالات اقتصادية منتجة وليس فقط في مجال النفط والمحروقات. وأوضح المتحدث، أن ما تنتجه ولاية أدرار من محاصيل فلاحية بكميات وافرة، يعزّز فرص استقطاب الاستثمارات الاستراتيجية، ويسهم في تحقيق أهداف التوجه الاقتصادي الجديد وضمان الأمن الغذائي. من جهته، أكد المهندس الفلاحي هيدور التهامي أن اختيار أدرار لانجاز المشروع الاستراتيجي لإنتاج مسحوق الحليب موفق، بحكم عدة عوامل ومقومات ترشح نجاحه وتحقق نتائجه، بما فيها عامل وفرة المياه الباطنية العذبة والمناخ الملائم لإنتاج العديد من المحاصيل العلفية، منها محصول الذرة الصفراء الذي حقق انتاجه مردودية عالية، زيادة على البنجر العلفي والبنجر السكري، فضلا عن عامل وفرة خزان من المورد البشري الذي من شأنه اعطاء دفع لهذا المشروع في مختلف مراحل التشييد والإنتاج. وقال هيدور التهامي، إن المشروع الاستراتيجي بولاية أدرار، ستكون له آثار ايجابية على مستويات متعددة، أهمها تأثيره المباشر على المستوى المعيش للسكان، بما أنه سيفتح فرصا واسعة للتشغيل أمام أبناء المنطقة وخريجي المدرسة العليا للفلاحة، موضحا أن آمالا كبيرة ستتحقق وتتعلق بتجسيد مشروع استثماري نوعي، هوفي الحقيقة مكسب لسكان ولاية أدرار ومنطقة الجنوب الجزائري ككل، زيادة على أبعاده الاقتصادية ذات الامتداد الوطني والافريقي.