أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، السيد عبد السلام شلغوم ، أمس، على حفل التوقيع على اتفاقية شراكة ما بين المجمع الجزائري «تيترافي حليب» والمجمع الأمريكي العالمي للفلاحة، لإنجاز أكبر مشروع للزراعة وإنتاج الحليب بولاية أدرار على مساحة تقدر ب25 ألف هكتار، على أن يشرع بداية من 2018 في جلب أولى الأبقار الحلوب من أصل 15 ألف بقرة من سلالتين أمريكيتين معروفتين بإنتاج 30 لترا في اليوم، مع إطلاق أشغال تهيئة الأراضي للشروع في غرس البطاطا وبذور البطاطا والقمح والذرة والسوجا . في كلمته بالمناسبة، أشار وزير الفلاحة إلى المجهودات المبذولة من طرف الحكومة لتحويل كل المشاريع إلى واقع، سواء تلك المشتركة بين القطاعين العام والخواص أو ما بين الشركاء الأجانب الخواص والعموميين تماشيا وقانون الاستثمار 59/41 . فيما يخص مشروع المجمع الفلاحي بأدرار، تطرق شلغوم إلى أهمية المشاريع الفلاحية المدمجة التي سيتم تدشينها ابتداء من السنة المقبلة، من منطلق أنها ستعطي دفعا قويا للتنمية المحلية بالمنطقة خاصة وأنها ستجمع ما بين الإنتاج والصناعات الغذائية التحويلية، كما أنها تعد فرصة لفتح باب التوظيف لأبناء المنطقة مع الاستفادة من الخبرة الأمريكية في مجال زراعة بذور البطاطا والبطاطا، وولوج مجال زراعة الذرة والسوجا لتقليص فاتورة الاستيراد، خاصة وأن المنتجان يدخلان في مجال إنتاج غذاء الأنعام. من جهته، تطرق رئيس مجلس رجال الأعمال الجزائري - الأمريكي، السيد شيخون إسماعيل، إلى الاهتمام الذي يوليه رجال الأعمال الأمريكيون للسوق الجزائرية، مشيرا إلى أنهم عازمون على نقل خبرتهم وتجاربهم لتطوير مشاريع بالشراكة مع مهنيين جزائريين في كل النشاطات المرتبطة بالفلاحة، مستدلا في ذلك بالمجمع الجديد الذي يعد الثاني من نوعه بعد المجمع الذي سينطلق بولاية البيض، وهناك مباحثات جارية لإطلاق شراكة ثالثة مع مجمع خاص جزائري في نفس النشاط بولاية جنوبية لم تحدد بعد لإنتاج البنجر السكري، وعباد الشمس والذرى والسوجا. الرئيس المدير العام لمجمع «تيترافي للحليب»، السيد محمد مجقان، أكد ل»المساء» نيته في توظيف ما بين 150 و200 عامل بولاية أدرار قبل نهاية السنة، مؤكدا أنه سيقوم في مرحلة أولى باستقطاب الفلاحين والشباب البطال الباحث عن مناصب عمل قارة والراغب في اكتساب حرفة، ليتم استقبال أولى الأبقار الحلوب من أصل 15 ألف رأس شهر جانفي 2018 وذلك بعد الانتهاء من أشغال إنجاز إسطبلات بالمقاييس العالمية، وتوفير كل الظروف الخارجية لضمان بلوغ الرهانات المسطرة والمتعلقة بإنتاج الآلاف من أطنان الحليب في اليوم، والاستثمار في مجال انتاج مسحوق الحليب. في المقابل، سيتم تخصيص أكبر مساحة من الأراضي الفلاحية التي تم الاستفادة منها في إطار عقود الامتياز، بمساحة تقدر ب25 ألف هكتار قابلة للتوسعة، لتطوير النشاط الزراعي وتجربة إنتاج الذرى والسوجا. عن العراقيل التي عرفها المشروع يقول مجقان أنه في بداية الأمر كان من المتوقع إنجازه بولاية غرداية، لكن الملف بقي عالقا بالمصالح الإدارية للولاية منذ سنة 2013 قبل تدخل وزير الفلاحة مؤخرا وتحويل الملف إلى ولاية ادرار ليتم في وقت قياسي تخصيص المساحات المطلوبة. من جهته، قام الشريك الأمريكي بإعداد كل الدراسات الجيولوجية وتحليل نوعية التربة لضمان نجاح المشروع، وتم التأكد من ملاءمة المناخ لمجال تربية أبقار الحلوب بالمنطقة.