حق الفلسطينيّين والصّحراويّين في الحريّة غير قابل للتّصرّف الشيخ القاسمي الحسني: جامع الجزائر حصن الذّاكرة والوفاء للشّهداء قال رئيس مجلس الأمّة صالح قوجيل، أمس، إنّ البلاد ماضية نحو مزيد من التطور، بفضل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الذي أرسى الجزائر الجديدة على قيم نوفمبر الخالدة، وأكّد أن الجزائريين باتوا أحرارا في تعاملاتهم وفي قرارهم نتيجة إسناد الاستقلال السياسي بالسيادة الاقتصادية. أشاد قوجيل بخطاب رئيس الجمهورية بمناسبة الفاتح ماي الجاري، أمام المركزية النقابية، وما تضمّنه من أرقام عكست التقدم الاقتصادي المحرز في السنوات الأربع الماضي. واعتبر أنّ ما تحقّق يجسّد «دعم الاستقلال الاقتصادي للاستقلال السياسي». جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي لجامع الجزائر، بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة، عادة فيها للإسلام في الجزائر وكونه القوة الروحية المحررة للوطن والموحّدة للأمّة. وقال رئيس مجلس الأمة، إنّ خطاب رئيس الجمهورية، أكّد أن بلادنا «ليس عليها أيّة مديونية خارجية، وبالتالي نحن أحرار..أحرار في تعاملاتنا وفي كلمتنا»، مستدلا بالمواقف الدبلوماسية القوية للجزائر في المحافل الدولية نصرة للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأفاد بأنه ليس هناك دولة تتكلم عن فلسطين مثل الجزائر، وأرجع ذلك إلى استقلالها الاقتصادي الذي جنّبها التبعية والخنوع لمؤسسات اقتصادية عالمية أو لدول معينة، وشدّد - في الوقت ذاته - على أن ما تحقّق يعتبر تنفيذا «لوصيّة الشهداء». وتوقّع قوجيل أن تحقّق البلاد خطوات أخرى أكثر قوة على صعيد التطور، وذلك ضمن رؤية رئيس الجمهورية الذي «وضع أسس الجزائر الجديدة على قيم نوفمبر»، سواء في التزاماته 54 نسبة لموعد اندلاع الثورة، أو لفلسفة الحكم المكرسة في دستور نوفمبر 2020، الذي نصّ صراحة على أنّ الدولة يبنيها الجميع، «ومدّ الرئيس تبون يده للجميع». قوجيل، في محاضرته عاد إلى بدايات الاستعمار الفرنسي، «والذي لم يستعمر الجزائر فحسب وإنما استعمر الإسلام أيضا - على حد قوله - مفيدا أنّ «الإسلام تحرّر لما تحرّرت بلادنا». وبيّن المحاضر كيف أن الاحتلال الفرنسي تميز عن كل استعمار آخر، «حيث كان يريد إبادة الشعب الجزائري، وتعويضه بمستوطنين مسيحيين»، وقال إنّ عدد الجزائريين سنة 1870 قدّر ب 3 ملايين نسمة، وسنة 1910 بلغ عددهم 2 مليون و900 ألف نسمة، «أي أن العدد تضاءل خلال 40 سنة بسبب جرائم الإبادة». واستذكر قوجيل غدر الفرنسيين والمعمرين بآلاف المتظاهرين الجزائريين الذين خرجوا في 08 ماي 1945، للاحتفال بانتهاء الحرب العالمية الثانية، والمطالبة بحق تقرير المصير، مثلما وعد الرئيس الأمريكي روزفلت، «ولكنّهم قوبلوا بوحشية كبيرة خلّفت 45 ألف شهيد». رئيس مجلس الأمّة، أكّد أنّ ما عاشه الشعب الجزائري في مواجهة الاستعمار الفرنسي، لا يشبهه سوى المجازر التي ترتكبها العصابات الصهيونية هذه الأيام ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأوضح أنّ الجزائر تدعم بشدة الشعب الفلسطيني لأنّها تدرك جيدا حجم المعاناة تحت وطأة الاحتلال، مفيدا - في السياق - أنّ الشعب الصحراوي هو الآخر، يملك حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، فالصحراء الغربية ليست أرضا مغربية - يقول قوجيل - والشرعية الدولية أكّدت ذلك، ليضيف أنّ «المخزن استعمار لا يختلف في أسلوبه وفي تصرّفاته عن الاستعمار الفرنسي للجزائر»، ويدين الأطماع التوسعية للمغرب بعد مطالبته في عقود سابقة بموريتانيا ثم عاد وطالب بالصحراء الغربية، وحاول سنة 1963 السطو على أراضي جزائرية. جامع الجزائر..قلعة من قلاع الوطن قال وزير الدولة، عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، إنّ جامع الجزائر «قلعة من قلاع الوطن وإنجاز كبير على طريق الوفاء لروح الشهداء»، وأوضح لدى افتتاحه المحاضرة التي نشّطها رئيس مجلس الأمة، أنّ المسجد يمثل حصن المرجعية الدينية الوطنية، «وأيضا حصنا للذاكرة الوطنية». وأشار إلى أنّ تدشينه قبل أشهر قليلة تحقّق «بفضل الله عز وجل ثم حرص رئيس الجمهورية على افتتاحه وعمارة مؤسّساته»، مؤكّدا حمله لرسالة الشهداء من المحمدية، وقيم الدين الإسلامي باعتباره الإطار الحضاري للدولة الجزائرية مثلما جاء في بيان نوفمبر 1954. وأكّد الشيخ المأمون القاسمي، أنّ الجزائر التي ضربت بالأمس المثال عن الصمود والجهاد ضد الاستعمار قادرة اليوم على أن تكون مثالا في تثبيت دعائم الاستقلال والتملص من كل أشكال التبعية.