«باب النصر» يشرع الآفاق أمام آلاف المصلين أقيمت، أمس، أول صلاة جمعة بجامع الجزائر، بعد تدشينه رسميا، الأحد الماضي، من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. أكد عميد الجامع الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، القيمة الرمزية لافتتاح هذا الصرح الديني والعلمي الذي يخلد تضحيات الشهداء والمجاهدين، مبرزا إيمان والتزام الشعب الجزائري بعقيدته قائلا: «المحمدية عادت للمحمديين». توافد آلاف الجزائريين، على جامع الجزائر، ثالث أكبر مسجد في العالم والأكبر في إفريقيا، لأداء أول صلاة جمعة، بعد افتتاحه منتصف شعبان من قبل رئيس الجمهورية، وبحضور ثلة من المشايخ والعلماء الذين قدموا من البلدان العربية والإسلامية. وامتلأت قاعة الصلاة، التي تسع 36000 مصل عن آخرها، بالرجال والنساء الذي توافدوا راجلين وعلى متن سياراتهم وعبر حافلات النقل العمومي التي تم تخصيصها للانطلاق باتجاه الجامع من نقاط مختلفة بالعاصمة. ومن أجل تنظيم أفضل، خصصت حظيرة السيارات للمركز التجاري أرديس، لركن مركبات المصلين، قبل أن يتوافدوا على الجامع من الجسر الشمالي الذي يمر فوق الطريق السريع قبل أن يدخلوه من «باب النصر». أما الراجلون فدخلوا من جهة المحمدية وعبر البوابتين 11 و15، الأمر الذي مكن القائمين على شؤون التنظيم تحكما أكبر وضمانا أفضل لانسيابية المصلين وتفادي حالات الازدحام، رغم العدد الكبير للوافدين. عميد الجامع، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، أمّ المصلين في أول جمعة، وصعد المنبر لإلقاء خطبتي الصلاة، أين عدد مناقب وأفضال عمران المساجد، ليؤكد أهمية التئام المصلين في «جامع الجزائر الذي افتتحه الرئيس تبون، منتصف شعبان وفي رحاب ذكرى الشهداء». وقال الشيخ العميد، «إننا نشهد في هذا اليوم لحظة تاريخية، تسجلها الأجيال الحاضرة وتنقش في الذاكرة، لتبقى خالدة، تتناقلها الأجيال القادمة»، مضيفا بأن «التاريخ سيسجل لدولة الاستقلال تحقيق هذا الإنجاز الذي يأتي تأكيدا لانتماء الجزائر الأصيل ومرجعيتها المستمدة من رصيدها التاريخي وعطاء علمائها». وعن مكان بناء الجامع، أكد الخطيب بأنه بُني فوق أرض سقتها دماء الشهداء، وخلدها حبر العلماء «وافتتح في ذكرى من استشهدوا من المقاومين في الأشهر الأولى للاحتلال»، مشيرا إلى مجزرة العوفية بالحراش القريبة من المحمدية، كما استشهد الآلاف من الجزائريين من أجل الدفاع عن جامع كتشاوة. وذكر الشيخ المأمون القاسمي الحسني، بصمود الجزائريين وحفاظهم على عقيدتهم رغم أعمال التنصير التي طالتهم، قائلا: «ها هي المحمدية في عهد الاستقلال قد عادت إلى المحمديين». وأكد أن من أهداف مشروع جامع الجزائر، الإسهام في تصحيح ما اختل من موازين وتجسيد منظومة القيم الإسلامية ومعاني الحضارة الإسلامية، قبل أن يعرج على القدس والقضية الفلسطينية التي أكدت أحداثها الأخيرة عدالتها وصحة المواقف الداعمة لها.