تواصلت المعارك البرية العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، خصوصاً في محوري شرق مخيم جباليا بالشمال، وشرق رفح بالجنوب، فيما انسحب جيش الاحتلال من حي الزيتون جنوبي مدينة غزة بعد توغل دام لعدة أيام. وشنّ طيران الاحتلال غارات على منازل المدنيين، وعيادة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) موقعاً مزيداً من الشهداء والجرحى، مع دخول الحرب يومها ال223. أعلن الجيش الصهيوني أمس، شروعه بعملية موسعة في قلب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تزامنا مع انسحابه من حي الزيتون. وانسحب جيش الاحتلال من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة شمال القطاع، بعد معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية استمرت أيام. وبعد انسحابه، انتشلت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني، عددا من جثامين الشهداء فيما، كشف عن دمار واسع طال حي الزيتون والصبرة وتل الهوا. وقد أورد شهود عيان بأنهم شاهدوا في شوارع حي الزيتون "سيارات مدمرة وعمارات ومربعات سكنية بالكامل تم نسفها، بالإضافة إلى آثار للذخيرة من الأسلحة الصهيونية ". وكان الجيش الصهيوني اعلن، صباح أمس، انسحابه من حي الزيتون، مهددا بالعودة واستئناف العمليات العسكرية "إذا لزم الأمر". مقتل 12 عسكريا صهيونيا بجباليا وجاء الانسحاب بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تخوضها المقاومة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وشرقي رفح وجنوبه ضدّ القوات الغازية، وأفادت كتائب القسام أمس، بمقتل 12 عسكريا صهيونيا في قصف استهدفهم بجباليا، وأوضحت أن الاحتلال يسحب معداته المدمرة بغطاء جوي، وقالت إن مقاتليها استهدفوا جرافة عسكرية بقذيفة الياسين 105 وقوة صهيونية تحصّنت داخل منزل في جباليا واشتبكوا معها، كما فجر مقاتلو القسام عبوة شواظ في دبابة ميركافا بمخيم جباليا، كذلك، أوقع المقاومون قوةً راجلة من جيش الاحتلال بين قتيلٍ وجريح خلال اشتباكات خاضوها في شارع السكة شرق معسكر جباليا. قصف مربعات سكنية مأهولة وبالتزامن مع المواجهة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية، مازال الجيش الصهيوني مصرّا على مواصلة إبادته، حيث ارتقى عدد من الشهداء وجرح كثيرون من جراء قصف منزل يعود لعائلة "أبو الحسنى" في جباليا البلد شمالي قطاع غزة. وواصلت قوات الاحتلال نسف مربعات ومبان سكنية في جباليا وعدة مناطق شمال القطاع، كما استهدف قصف جوي ومدفعي حي الصبرة جنوب مدينة غزة. وتحدّث مراسلون عن ارتقاء عدد من الشهداء وجرح آخرين خلال استهداف طائرات الاحتلال منزلاً في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وإلى الجنوب، وفي حي السلام شرق رفح شنّ طيران العدو غارات على مخيم يبنا وسط مدينة رفح. وفجر أمس الأربعاء، توقفت مولدات الكهرباء عن العمل في مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة نتيجة نفاد الوقود، ما يهدّد حياة مئات الجرحى والمرضى وداخله، بينما ارتقى الثلاثاء، أكثر من 20 شهيداً وأصيب آخرون، بينهم أطفال، في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة كراجة، الذي كان يأوي عدداً كبيراً من النازحين، في مخيم النصيرات وسط القطاع، كما تمّ انتشال جثامين شهداء من جراء قصف صهيوني استهدف مدرسة تأوي نازحين في المخيم. وتعرّضت دير البلح، وسط القطاع، للقصف من قبل طائرات الاحتلال. حرب شوارع تحتدم هذا، ومع تصعيد المقاومة مواجهتها وضرباتها الموجعة ضد العدو، خاصة في الشمال، بدأ الصهاينة يتحدثون عن حرب شوارع ستكلفهم ثمنا باهظا، فقد أكد عسكري احتياطي صهيوني من فرقة الكوماندوس 98 التي تقاتل حاليا في جباليا، أن "حماس تهاجم بشكل أكثر عدوانية، وتطلق المزيد من الأسلحة المضادة للدبابات على عساكر الاحتلال الذين يحتمون في المنازل وعلى المركبات العسكرية يوميا". كما قال شهود عيان إنه مع توغل الدبابات والقوات الصهيونية إلى مدينة رفح، شنت المقاومة سلسلة من هجمات الكر والفر على القوات الغازية في شمال غزة، فتحوّلت المناطق التي كانت هادئة نسبيا إلى ساحات قتال. وكان المسؤولون العسكريون الصهاينة أكدوا العام الماضي، أنهم قضوا على المقاومة في الشمال وسحبوا جزءا كبيرا من قواتهم التي تمّ نشرها في وسط وجنوبغزة، ما ترك فرصة لحماس لإعادة رص صفوفها شمالا.