ككل يوم منذ السابع من أكتوبر الماضي، تواصلَ القصف الجوي للاحتلال على مخيم جباليا شمالي القطاع، وأطلقت القوات الصهيونية النار بكثافة على مراكز الإيواء بالمخيم قبل إجبار مئات الفلسطينيين على مغادرة هذه المراكز. في رفح أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع عساكر العدو، فيما تجاوز عدد النازحين قسرا من المدينة 360 ألف. بينما يحيي الفلسطينيون ذكرى مرارة نكبة 1948، دخلت الحرب الصهيونية على قطاع غزة يومها ال221 بمزيد من التصعيد خاصة مع إعلان قوات الاحتلال الصهيوني بدء عملية عسكرية في جباليا وهي الثانية منذ بدء العدوان على غزة. كما يأتي التصعيد في الشمال وسط قصف مستمرّ على مدينة رفح جنوباً، التي يتطلع جيش الاحتلال إلى السيطرة عليها، رغم النداءات الدولية المتكررة لضبط عملية الاجتياح لا وقفها. شهداء وجرحى في مجازر بجباليا كثف الاحتلال الصهيوني عدوانه في جباليا ومناطق أخرى شمالي قطاع غزة، ما أدّى إلى ارتقاء مزيد من الشهداء وإلى تفاقم أوضاع النازحين. كما ركّزت قوات الاحتلال من قصفها العنيف على مراكز الإيواء في مخيم جباليا، مجبرة المئات على النزوح من جديد صوب المناطق الغربية. وبث ناشطون تسجيلات تظهر القذائف المدفعية والقصف الجوي والرصاص الثقيل ينهمر على مدارس "الأونروا"، قرب سوق مخيم جباليا، والتي يتخذها النازحون مأوى بعد أن هُدمت منازلهم جراء العدوان المتواصل، فيما تطبق دبابات الاحتلال حصارها للمنطقة. واستشهد عدد من المواطنين، وأصيب آخرون، أمس، في تجدد قصف الاحتلال المدفعي والجوي على مخيم جباليا وجباليا البلد شمال قطاع غزة. وقالت مصادر طبية، إن شهيدين وعددا من الجرحى وصلوا إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، جراء قصف الاحتلال منازل المواطنين في مخيم جباليا. وأضافت المصادر، أن عدد من الشهداء قضوا وأصيب آخرون جراء غارة أمام جمعية بيت الخير في شارع النزهة في جباليا البلد. وأفادت طواقم الدفاع المدني والإسعاف، بانتشال جثمان 20 شهيدا في جباليا، سقطوا جراء تواصل القصف خلال الساعات الماضية، وتم نقلهم إلى مستشفى كمال عدوان. كما أدى القصف الصهيوني، إلى ارتقاء 4 فلسطينيين بينهم طفلة، في حي البرازيل جنوبي شرقي مدينة رفح. وارتقت شهيدة وأصيب 10 آخرون في قصف طائرات الاحتلال الحربية على منزل بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وأفاد مراسلون بوصول جرحى إلى مستشفى المعمداني من جراء القصف الصهيوني على حي الزيتون والشعف. وكانت وزارة الصحة في غزّة أعلنت ارتفاع حصيلة الشهداء إلى أزيد من 35 ألف، منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي. وأضافت، أنّ 500 شخصٍ من الطواقم الطبية، و138 من الممرضين، ارتقوا منذ بداية العدوان. كذلك، أشارت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة الإصابات إلى 78755، موضحةً أنّ أغلبيتهم من الأطفال والنساء. المقاومة تنفذ عمليات نوعية في الأثناء، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في مختلف محاور التقدم من جباليا شمالي قطاع غزة، إلى حي الزيتون جنوبي شرقي مدينة غزة، ومدينة رفح جنوبي القطاع، وتصطاد عساكر الاحتلال وآلياتهم. وقد وقع الجيش الصهيوني بالفعل في "مصيدة" جباليا حيث أصيب أكثر من 50 عسكريًا خلال المعارك الطاحنة مع المقاومة في 24 ساعة الماضية. وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن استهداف وتدمير 10 آليات بينهم 9 دبابات وناقلة جند واحدة بعد توغلهم شرقي جباليا، وقصف تحشدات قوات الاحتلال وآلياتهم في المنطقة بالهاون الثقيل. وفي عملية مركبة ثانية، فجّر مقاتلو القسّام عبوة رعدية بقوة صهيونية خاصة واستهدفوا ناقلة جند بقذيفة "تاندوم" شرقي مدينة جباليا، وتؤكد القسّام مقتل وإصابة أفراد القوة الصهيونية الخاصة التي استهدفتها شرقي المدينة. ونفّذ مقاتلو سرايا القدس عدد من المهام في نقاط القتال في مدينة جباليا، حيث خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع عساكر وآليات العدو المتوغلة شرقي المدينة. كذلك أعلنت سرايا القدس قصف بقذائف الهاون قوات الاحتلال المتمركزة في محيط الإدارة المدنية شرقي معسكر جباليا. من جهتها، خاضت كتائب شهداء الأقصى، اشتباكات ضارية مع عساكر الاحتلال وآلياتهم المتوغلة في محور القتال شرقي مخيم جباليا. وتشهد عدّة مناطق من حي الزيتون شرقي مدينة غزّة اشتباكات ضارية يتخللها انفجارات بشكلٍ متواصل، مع استمرار القصف المدفعي والجوي الصهيوني على المنطقة. وفي مدينة رفح، استهدفت كتائب القسّام عساكر وآليات الاحتلال المتوغلة داخل معبر رفح البري جنوبي قطاع غزّة بقذائف الهاون على دفعتين منفصلتين. كما دكّ مقاتلو كتائب القسّام تحشدات وآليات الاحتلال شرقي معبر رفح البري بقذائف الهاون من العيار الثقيل. هذا وقصفت كتائب القسّام مدينة عسقلان المحتلة برشقةٍ صاروخية رداً على المجازر بحق المدنيين، من منطقة توغل الاحتلال شرقي مخيم جباليا. كما جدّدت القسّام قصف مدينة "سديروت" المحتلة برشقات صاروخية.