إجلاء واشتباكات.. وحماس تتوعد برد شديد الصهاينة يُمهِّدون ل مجزرة رفح قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن قيادة الحركة ستجري مشاورات مع قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إعادة النظر في إستراتيجيتها التفاوضية في ضوء سلوك بنيامين نتنياهو ورفضه ورقة الوسطاء والهجوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة واحتلال معبر رفح. ق.د/وكالات وسع جيش الاحتلال صباح أمس السبت أوامر إخلاء السكان الفلسطينيين في مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين بالقطاع مطالبا إياهم بالتوجه إلى شمال غرب المدينة وذلك رغم التحذيرات الدولية في حين نفذ جيش الاحتلال قصفا مكثفا على مناطق عدة في قطاع غزّة. ودعا متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس سكان أحياء شرق رفح للتوجه فورا إلى ما سماها المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي جنوب غرب القطاع. وحدد عبر صورتين نشرهما على حسابه دعوة الإخلاء لسكان مخيمي رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس. ويتضح من الصورة أن جيش الاحتلال يريد تجميع النازحين في رفح بمنطقة المواصي الواقعة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط وتمتد على مسافة 12 كيلومترا وبعمق كيلومتر واحد من دير البلح شمالا مرورا بمحافظة خان يونس جنوبا وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب. وتعد المنطقة مفتوحة إلى حد كبير وليست سكنية كما تفتقر إلى بنى تحتية وشبكات صرف صحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات وإنترنت وتقسم أغلب أراضيها إلى دفيئات زراعية أو رملية. وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن التقديرات تشير إلى نزوح 150 ألف شخص حتى الآن من رفح في الوقت الذي كرر فيه الاحتلال أوامرها بمزيد من الإخلاء من رفح نحو وسط المدينة. *حماس تندد في المقابل أكدت الحركة في بيان أن رفض الاحتلال مقترح الوسطاء من خلال ما وضعته من تعديلات عليه أعاد الأمور إلى المربع الأول . وتابعت إن هجوم جيش العدو على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء يؤكد أن الاحتلال يتهرب من التوصل لاتفاق . ورأت حماس أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح واحتلال المعبر ومواصلة حرب الإبادة ضد شعبنا ويتحملان كامل المسؤولية عن عرقلة التوصل لاتفاق . وأعلنت حماس يوم الاثنين الماضي موافقتها على مقترح الوسطاء لاتفاق وقف إطلاق النار في غزّة وقالت إنه يحقق أهدافها بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى. بيد أن جيش الاحتلال بدأ في الليلة نفسها هجوما على المناطق الشرقية في رفح جنوبي قطاع غزّة وسرعان ما احتل الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وقال مصدر أمريكي إنه تقرر وقف المحادثات المنعقدة في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزّة وتبادل الأسرى بسبب الوضع الحالي في رفح. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الوفد الصهيوني قدّم قبل مغادرته القاهرة الخميس تحفظات على مقترح حماس وأكد أن العملية في رفح ستتواصل كما هو مخطط . وقالت حماس في بيانها ا إنها إذ تحيي أبطال كتائب القسام وسرايا القدس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية الذين يسطرون أروع ملاحم البطولة في التصدي لجيش العدو... وعملياتهم البطولية التي أوقعت عددا من جنود العدو بين قتيل وجريح في رفح فإننا نؤكد أن الهجوم على رفح لن يكون نزهة وأن غزّة ستكون دوما مقبرة للغزاة المحتلين . وفي سياق متصل قال خليل الحية نائب رئيس حماس في قطاع غزّة إن الحركة تريد التهدئة والتوصل إلى اتفاق حقيقي لتبادل الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين لكن نتنياهو يريد استمرار الحرب مضيفا أن حماس لم تعلق أو تنسحب من مفاوضات وقف إطلاق النار. *شهداء في قصف مكثف على رفح في غضون ذلك نفذ جيش الاحتلال امس السبت قصفا مكثفا على مناطق عدة في قطاع غزّة مما أوقع العديد من الشهداء وواصل عملياته شرق رفح حيث تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي له. ومنذ وقت مبكر من امس شن جيش الاحتلال غارت جوية وقصفا مدفعيا على رفح في الجنوب وعلى بلدات ومخيمات وسط القطاع وأحياء في مدينة غزّة وجباليا وبيت لاهيا شمالا. وقصفت طائرات الاحتلال فجرا منزلا لعائلة الصحفي بهاء عكاشة في حي القصاصيب بمخيم جباليا شمالي القطاع مما أسفر عن شهداء وجرحى. وبين الشهداء الصحفي بهاء عكاشة وزوجته وطفله وعدد من أفراد أسرته وما زال هناك عدد من المفقودين تحت الأنقاض. وفي مدينة غزّة تصاعدت الغارات اعلى الأحياء السكنية مما أسفر عن شهداء ودمار في المباني فقد أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف لمنزل عائلة صيام ببلدة غزّة القديمة وسط المدينة. وفي حي الصبرة جنوبالمدينة أفادت المصادر باستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف طال مربعا سكنيا يشمل عددا من المنازل. كما تعرض حي الزيتون في غزّة أمس لقصف عنيف بالطيران الحربي أسفر عن شهداء وجرحى في حين قالت المصادر إن قوات الاحتلال المتوغلة في الحي اشتبكت مع مقاومين فلسطينيين. وفي وسط القطاع استشهد فلسطينيون -بينهم أطفال- فجر امس جراء قصف على منزل لعائلة الخطيب شرقي بلدة الزوايدة. كما قالت المصادر إن قصفا استهدف فجر أمس منزلا لعائلة قنديل في مخيم المغازي وسط القطاع مما أسفر عن جرحى. وفي المخيم الجديد بالنصيرات في المنطقى الوسطى أيضا استشهد أمس 10 فلسطينيين جراء غارات استهدفت مربعا سكنيا مأهولا بالسكان. وفي جنوبي قطاع غزّة أفادت المصادر بأن قصفا مدفعيا استهدف فجر امس وسط وشرقي مدينة رفح. كما قالت المصادر إن غارة استهدفت حي الجنينة شرقي رفح. وأضاف أن قوات الاحتلال ألقت قنابل ضوئية في أجواء المنطقة الشمالية الشرقية لرفح بالتزامن مع القصف المدفعي على وسط وشرقي المدينة. وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال منذ توغلها شرقي رفح الاثنين الماضي. وتسبب التوغل في الأحياء الشرقية لرفح في نزوح نحو 110 آلاف فلسطيني بحسب الأممالمتحدة. كما تسبب العدوان المستمر على غزّة حتى الآن في استشهاد نحو 35 ألفا وإصابة أكثر من 78 ألفا آخرين. *الفصائل تدعو لإنقاذ رفح وتؤكد دعمها للمقاومة الى ذلك دعت فصائل فلسطينية الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى إطلاق انتفاضة عارمة إسنادا لقطاع غزّة وإنقاذا لمدينة رفح مما وصفتها بالكارثة الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية. وقالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية التي تضم غالبية الفصائل في بيان إن الاحتلال بدأ تنفيذ خطته باجتياح رفح ومواصلة عملياته البرية التي اتفق فيها مع حلفائه وداعميه على ذلك . وأضافت الفصائل أن الاحتلال أغلق المعابر الحدودية وقطع الإمدادات الإغاثية والإنسانية عن قطاع غزّة واستهدف كل المناطق التي تؤوي النازحين حيث يتعرض شعبنا في قطاع غزّة لأكبر كارثة وإبادة إنسانية جماعية . وجددت الفصائل تأكيدها على الدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية ودعتها لفعل كل ما يلزم لمواجهة قوات الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني وحملت الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الناس في رفح. ودعا البيان الدول العربية والإسلامية والمؤسسات والهيئات الدولية والأممية إلى فتح المعابر خاصة معبر رفح وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية وفق الآليات السابقة قبل احتلال المعبر من جيش الاحتلال. كما طالبت الشعوب العربية والإسلامية و أحرار العالم في كل مكان للخروج بمسيرات ومظاهرات واعتصامات في كل العواصم والمدن والساحات والجامعات ضد حرب الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية في رفح. واعتبر البيان أن احتلال معبر رفح الحدودي خالص السيادة المصرية الفلسطينية يعد انتهاكا للمواثيق الدولية وتهديدا للأمن القومي العربي عامة والمصري خاصة.