انطلق، مؤخرا، مشروع رقمنة التراث الثقافي بالدورة التكوينية الميدانية حول photogrammétrie lasergrametrie، تحت إشراف البروفيسور زغلاش حمزة، الدكتورة بن بركان سعدية والأستاذ شفيق بوغرارة. وتأتي هذه العملية في إطار استشعار الأخطار المهدّدة للتراث الثقافي بالجزائر، وضرورة توثيقه من أجل أيّ تدخل مستقبلا، وتعتبر هذه الدورة تفعيلا للاتفاقيات القطاعية بين مختلف المؤسّسات الفاعلة في مجال حفظ وحماية التراث الثقافي. وشرع فريق علمي متكوّن من دكاترة جامعيين وطلبة دكتوراه تحت إشراف البروفيسور حمزة من جامعة فرحات، قسم الهندسة سطيف 01، ممثلا في مخبر البحث للهندسة المتوسطية، بالشراكة مع جامعة باتنة 01 والديوان الوطني واستغلال الممتلكات المحمية، تحت رئاسة الدكتورة بن بركان سعدية معهد التاريخ والآثار جامعة باتنة 1 والأستاذ شفيق بوغرارة مسؤول متحف وموقع تيمقاد، شرع في عملية رقمنة التراث وخلق قاعدة بيانات يُستند إليها متى دعت الحاجة إلى ذلك، من خلال الاستعانة بوسائل وتجهيزات علمية حديثة جدّ متطوّرة وتقنيات عالية الدقة والجودة، لأجل إعداد مجسّمات ثلاثية الأبعاد للمواقع الأثرية بكلّ من "تازولت" و«تيمقاد" بباتنة من خلال الرقمنة بالليزر والسكانير، وأيضا رقمنة الفوطوغراميتريك بانوراما بالاستعانة بآلة تصوير، لتكون هذه الأخيرة حسب البروفيسور زغلاش متوفرة على ملف الانترنت مسايرة للتكنولوجيا الحديثة، ضمن ما يعرف ب«الرقمنة الاحترازية للمواقع التاريخية" المعرّضة للخطر والمهدّدة بالاندثار، موضّحا، أنّ هذه التقنية تسمح بالحفاظ على هذه المواقع التي تعكس الذاكرة الجماعية والحضارية للشعب الجزائري. ولفت زغلاش إلى أنّ هذه التقنية تسمح بأرشفة المواقع الأثرية في صورتها الحالية، والاستناد إليها في مختلف الأوقات للاستفادة منها، سواء للاطّلاع عليها عبر شبكة الأنترنيت، من خلال الزيارة الافتراضية دون التنقل إلى الموقع من جهة، أو الاستعانة بها كنسخة أصلية في عمليات الترميم للآثار في حال تعرّض المواقع لمختلف عمليات التخريب أو الانهيار التي قد تطالها، بالإضافة إلى التعريف بالموقع من خلال إعادة تشكيل مجسّم ثلاثي الأبعاد لشكله الأصلي، قبل عملية التخريب التي تعرّض لها على مرّ السنين للاحتفاظ به للأجيال القادمة. من جهته، صرح شفيق بوغرارة، مسؤول متحف وموقع تيمقاد ل«الشعب"، أنّ "علم الآثار في الآونة الأخيرة بحاجة إلى التكنولوجيا الحديثة، خاصة إذا علمنا أنّ عملية إنجاز المخطّطات للمعالم بالنمط القديم واعتماد بطاقات الجرد بالصورة الكلاسيكية لم تعد مجدية، والتي استبدلت بالنسخ ذو ثلاثة أبعاد والصور "القراميترية" الأكثر تجسيدا والأكثر وضوحا، والتي تساعد على إعادة هذه المعالم واللقى إلى حالتها السابقة، في حالة تعرّضها للخطر واكتشاف الشروخ والتشقّقات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة، وبالتالي سهولة حمايتها وإجراء تدخّلات استباقية من قبل مختصّي الترميم قبل تلفها".