شهدت فعّاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة، حركية وتميّزا لافتا صنعته الفضاءات السبع التفاعلية، إلى جانب البحوث الأكاديمية العلمية التي تم التركيز عليها باعتبارها أول خطوة للمحافظة على الذاكرة التراثية والدفاع عنها.. سجّل المهرجان الثقافي الوطني عودة قويّة بعد خمس سنوات من الغياب، بمعرض ضخم احتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا من 09 إلى 17 ماي الجاري، تحت شعار "الأزياء والحليّ، موروث حضاري عبر التاريخ"، بهدف المساهمة في التعرّف على المسار التاريخي للأزياء والحليّ الجزائرية من خلال رؤية علمية أكاديمية، ونشر قاعدة معرفية تليق بزخم وتنوّع تراثنا اللامادي العريق، وحمايته من السرقة والتزييف. تمثلت الفضاءات السبع، في معرض أكاديمي كبير، فضاء مصمّمي الأزياء، الورشات الحية، المدارس التكوينية، فضاء الحرفيين المبدعين، المؤسّسات الثقافية الناشئة، المتاحف الوطنية، إلى جانب ملحقات ذات الصلة وتتمثل في دورات تكوينية، محاضرات ولقاءات نشّطها باحثون مختصّون للتعريف بتاريخ الزيّ التقليدي الجزائري ومكوّناته. وفي ذات السياق، استعرض رواق "المعرض الأكاديمي" بالتفصيل وبشروحات وافية أصل وتاريخ اللباس التقليدي الجزائري بكلّ أنواعه ومناطقه، وهذا في سبيل المحافظة عليه كتراث غير مادي، والذي احتضن كلّ من اللباس العاصمي، القفطان الجزائري، البلوزة الوهرانية واللباس التلمساني، قندورة الفرڤاني، الجبة القبائلية، الملحفة الجزائرية الأصيلة، لباس المرأة الترقية والحليّ، كما ضمّ حيزا لافتا لتوثيق مراحل دورة الحياكة تحت عنوان "نشاط الحياكة مسألة جزائرية تقارب القداسة"، حيث تعرّف الجمهور من خلاله على طريقة جدّاتنا في التعامل مع النسيج عبر سبع مراحل. إلى جانب ذلك، كان الفضاء البيداغوجي الخاص بالأطفال فرصة هو الآخر لاكتشاف هذا الثراء التراثي والتعرّف على اللباس التقليدي الجزائري، على غرار: البرنوس والملحفة والحايك والقفطان والشدّة التلمسانية. وشارك في رواق العروض الحرفية ولأوّل مرة حاملي المشاريع (ستارتاب) الذين ينشطون في مجال اللباس والموضة، فضلا عن إنشاء منصة رقمية باسم كن جزائريا (be djazairi)، ليعتمد عليها المهرجان في تجميع بيانات المؤسّسات التي تعنى بالتراث الثقافي الوطني. كما تم التركيز في المعرض التفاعلي للحرفيين المشاركين على نشأة اللباس الجزائري عبر مختلف الحقب التاريخية، حيث عرف اليوم الثالث من الفعّالية عرضا جميلا للأزياء والحليّ، وذلك بحضور سفيرة التراث للطبعة التاسعة يامنة دحمان، فضلا عن شخصيات فنية ومهتمة بالتراث. بالإضافة إلى ذلك، تضمّن المهرجان في طبعته التاسعة والذي يعود تأسيسه إلى سنة 2010، فضاء خاصا بالمصمّمين ضمّ أزياء عصرية تم تصميمها وخياطتها من طرف مبدعات من مختلف الولايات، وهي مستوحاة من أزياء تراثية، وكذا ورشات حية تفاعلية لحرفيات في مجال صناعة الحليّ، اللباس والطرز وغيرها، وكذا مدارس التكوين المهني على المستوى الوطني، والهادفة لإبراز دور التكوين في الحفاظ على التراث ونقل المعارف والمهارات والتقنيات في هذا المجال، كما تم تخصيص فضاء للمتاحف الوطنية، من أجل التعريف بدور المتاحف في صيانة وترميم وحفظ مجموعاتها المتحفية الخاصة بالحليّ والأزياء.