يؤثث المهرجان الوطني لإبداعات المرأة أجنحة قصر الثقافة "مفدي زكريا"، إلى غاية 17 ماي الجاري، بمعارض وورشات ومحاضرات تحت شعار "أزياء وحلي، التراث عبر التاريخ"، وسيكون سانحة للاقتراب أكثر من هذا العالم الذي لا ينفك يبهر مع كل حركة إبرة وخيط نسيج وتجميعة لؤلؤ ومرجان. الدورة التاسعة للمهرجان تجمع مصممي أزياء تقليدية ومبدعين في اللباس التقليدي والحلي، يحملون "رؤية عصرية" لهذا المجال الذي لا ينضب الإبداع فيه، ولا يتوقف، من خلال التجديد أو الحفاظ على الأصل، لكن الغاية واحدة، وهي الحفاظ على هذا الإرث العريق والتراث الثقافي الذي تتنوع أشكاله وغاياته، لكنه يبقى شظية من الجمال والرقي. هذا المهرجان الذي له رونقه الخاص ووقعه الفريد، لما يحمله من مهارة يدوية ونظرة فيها الكثير من الرقة والفخامة، افتتحته وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، التي أكدت أن هذا الموعد، الذي أطلق ورسم في 2010، يضاف إلى الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل إيلاء المرأة الجزائرية المكانة التي تستحقها، والعمل على ترقية المرأة والتمكين لها ضمن الصدارة، وذلك ما أهلها لتكون بجدارة واستحقاق، أحد ركائز التنمية، من خلال حضورها الفعال في المجال الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي. وأضافت مولوجي، أن ما تقدمه الجزائرية من تألق وتفوق، خاصة فيما يتعلق بالجانب التراثي، يعتبر "كبيرا" و"قيما" و"استثنائيا"، قائلة "هو الجهد النبيل الذي مكن من حفظ وتثمين الكثير من العناصر التراثية، التي تزخر بها بلادنا"، لتستعرض بعد ذلك أهم ما يقترحه المهرجان عبر سبعة فضاءات، على غرار المعرض الذي يضم النسيج والأزياء التقليدية ولواحقها والحلي، مع فضاء للأطفال، يمكنهم من الارتباط بتراثهم الثقافي، كما خصص للمصممين فضاء لعرض الأزياء العصرية المستوحاة من التراث، مع تنظيم ورشات للحرف الحية، كصناعة الحلي واللباس والطرز. كما توقفت مولوجي عند مشاركة مراكز التكوين عبر الوطن المهتمة بالتصميم والحلي التقليدي، مع تخصيص أقسام تكوينية "ماستر كلاس" في الطرز الفني والرسم الفني وتصميم الحلي، دون إغفال الجانب العلمي والمعرفي، من خلال الندوات واللقاءات التي ينشطها الأساتذة والباحثون المختصون في التراث الثقافي. بعدها زارت الوزيرة بضيوفها من الوزراء والفنانين والحرفيين، مختلف أقسام المهرجان، البداية من المعرض الأكاديمي لتاريخ الزي التقليدي، الذي يقدم لزواره خلال لافتات تعريفية كبيرة، مختلف الأزياء التي تميز كل مناطق الوطن بشساعته وعراقته، على غرار القفطان بأنواعه، والبلوزة، والملحفة وكذا القندورة وغيرها، والحلي بتعدد أشكالها ومراميها، فضلا عن إبراز دورة نشاط الحياكة في الجزائر التي تعد "مسألة نسائية تقارب القداسة"، لتتوقف بعد ذلك عند الورشات الحية والفضاء المخصص للحرفيين والشركات الناشئة وكذا المتاحف، حيث حثت المشاركين على "المساهمة في تثمين مختلف عناصر التراث الوطني والمحافظة عليها"، فضلا عن الممارسات والمهارات المتعلقة بهذه المهن المتوارثة". للتذكير، يرمي المهرجان إلى إبراز المهارات والكفاءات التي تساهم في المحافظة على الأزياء التقليدية والحرف المرتبطة بالطرز والخياطة والحلي، من خلال تخصيص فضاء للحرفيين لعرض منتجاتهم وتصاميمهم، في حين تسجل المؤسسات الناشئة التي تنشط في المجال الفني أول مشاركة لها، حيث ستُشرك هذه المؤسسات المبتكرة في مشروع إنشاء منصة، أطلق عليها اسم "كن جزائريا"، من أجل إبراز التراث الثقافي الجزائري على المستوى الدولي، من خلال بنك معطيات إلكترونية، تضم المؤسسات المتخصصة في مجال تصميم الألبسة والأزياء وترقية التراث الوطني. كما يتضمن برنامج التظاهرة، دروسا في الطرز وصناعة الحلي والتصميم، فضلا عن مشاركة مدارس تكوين مختصة، لا سيما في مجال الطرز وصناعة الحلي وصقل الأحجار والنسيج، وسيتم بهذه المناسبة، تخصيص فضاء للمتاحف التي ستعرض مجموعات ألبسة وحلي، علاوة على تنظيم محاضرات حول الأزياء والمجوهرات والحلي، بداية من يوم الإثنين، ينشطها جامعيون ومختصون في الأزياء التقليدية.