تتطلع بلديات وقرى دائرة دلس النائية المترامية الأطراف في كل من بن شود واعفير بأقصى شرق ولاية بومرداس الى مشاريع عمومية وتنموية مستعجلة لتدارك حجم التأخر الكبير الذي عانت منه المنطقة في العقود السابقة. ويطالب السكان بتحسين شبكة الطرقات وتشجيع المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين من أجل توطين مشاريع بالمنطقة. ينتظر المواطنون بهذه المناطق الحضرية والريفية تجسيد عدد من المشاريع الهامة التي كانت مسجلة للانجاز أو مبرمجة في مختلف المخططات سواء منها المخطط البلدي للتنمية، المشاريع القطاعية التابعة للولاية أو تلك العمليات المستعجلة المموّلة من قبل صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية خصوصا ما تعلق بشبكة الطرقات البلدية والولائية وحتى الوطنية أبرزها وضعية الطرقات للطريق الوطني رقم 25 الذي يربط بلدية دلس بولاية تيزي وزو مرورا ببلديتي بن شود وبغلية وصولا إلى بلدية تادميات على مستوى الطريق السريع رقم 12، حيث يشهد هذا المقطع حالة تدهور كبيرة بسبب الحفر والمطبات والممهلات المهترئة بالأخص على مستوى قرية اولاد خداش. كما تعاني البلديات الثلاث من أزمة تهيئة حضرية كبيرة في الأرصفة والطرقات سواء بمراكز المدن أو القرى التابعة لها بسبب تأخر تسجيل واعتماد المشاريع والعمليات المسجلة بما فيها التي رفع عنها التجميد، وهي الوضعية التي ادخلت رؤساء البلديات في مواجهة مباشرة مع المواطنين الذين يتطلعون الى تجسيد واستكمال ربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي التي تبقى جزئية، تجديد وتهيئة شبكة وقنوات مياه الشرب التي تزود القرى الجبلية المتخوفين من تكرار أزمة العطش وتذبذب عملية التوزيع التي يعانون منها كل صائفة، ترقية المستوى المعيشي وتجسيد عدالة توزيع المرافق العمومية والاهتمام أكثر بفئة الشباب الدين يعانون من غياب الهياكل الرياضية من قاعات وملاعب جوارية. كما لا تزال المنطقة تعاني من غياب فرص الاستثمار وعزوف المستثمرين وحاملي المشاريع من تجسيد وحدات صناعية وانتاجية نتيجة افتقاد البلديات الثلاث لمناطق نشاطات مهيأة ومؤهلة لاستقطاب المتعاملين الاقتصاديين، حيث تظل المنطقة الصناعية بالكيمياء ببلدية دلس هيكل بلا روح منذ اطلاقها بداية التسعينيات رغم أهميتها الاستراتيجية بسبب تجاورها للميناء وقدرتها على تحريك وتيرة التنمية المحلية وتوفير مناصب الشغل للشباب. مع الدعوة الى ضرورة التجاوب مع مطالب السكان وأرباب العائلات العاطلين عن العمل المتعلقة بإعادة تهيئة الوحدات الصناعية السابقة في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي الوطني كوحدة تعليب السمك بالميناء ومصنع الجلود والأحذية الذي كان يشغل سابقا 500 عامل، ونفس الأمر بالنسبة لبلدية بن شود التي لا تملك خيارات أفضل ما عدا مشروع تهيئة المحلات المنجزة في فترة سابقة وتحويلها جزئيا الى أنشطة تجارية نفعية مرافق عمومية كان أخرها الشروع في تهيئة فرع منها يقع بقرية شراردة كقاعة للعلاج، في حين لم تعد السلطات المحلية ببلدية اعفير تطالب باسترجاع وتثبيت المنطقة الصناعية التي كانت مقترحة منذ سنوات لاحتواء الأنشطة المحلية ومبادرات الشباب.