عرفت مشاريع صيانة وتهيئة شبكة الطرقات البلدية بولاية بومرداس، انتعاشا ملحوظا خلال سنة 2022، وهي الوضعية التي تركت ارتياحا لدى المواطنين وأصحاب مركبات نقل المسافرين خصوصا في بعض المحاور التي عرفت حالات اهتراء متقدّمة بسبب غياب الصيانة وتجميد عدد من العمليات التي استفادت منها مقاولات في فترات سابقة، لكنها واجهت تداعيات جائحة كورونا بكل ما تركته من تضاعف لتكاليف مختلف المواد الأولية بما فيها مادة الزفت التي دفعت بعدد من المقاولات إلى التراجع. عادت الحيوية إلى مشاريع شبكة الطرقات عبر بلديات بومرداس، بعد رفع التجميد على المشاريع المسجّلة ومعالجة مختلف العقبات المادية والتقنية التي واجهت مؤسسات الانجاز، حيث باشرت عدد من البلديات أشغال الصيانة في الطرقات المؤدية إلى القرى والتجّمعات السكنية ومعالجة النقاط السوداء التي عانى منها المواطن كثيرا، وأغلبها ظهرت بسبب تجمع مياه الأمطار وانسداد قنوات تصريف المياه وأخرى نتيجة الأشغال العشوائية في مدّ القنوات دون إعادة الوضعية إلى حالاتها السابقة. في هذا الإطار، وكنموذج لهذا التحرّك بعد سبات عميق، استفادت شبكة الطرقات البلدية والريفية عبر قرى بلدية دلس من عدة عمليات تهيئة وتعبيد لأجزاء واسعة من المسالك، كان من أهمها الطريق الولائي رقم 154 الذي يربط البلدية مع بلدية تاورقة على مسافة حوالي 20 كلم مرورا بقرى عرش بني ثور الذي ظلّ مهملا لعدة سنوات وكان سببا لعدة احتجاجات من قبل أصحاب مركبات نقل المسافرين. وقبل أيام، انطلقت أشغال صيانة الطريق البلدي الرابط بين منطقة ازرو باتجاه بلدية أعفير الذي يجمع عدد من القرى النائية منها الشقة، مشاشكة، وبهاليل، مع الانتهاء من تعبيد الطريق الاجتنابي لمنطقة بوعربي، بهدف فكّ الخناق على المدينة، خصوصا وأنه تحوّل إلى مسلك جد متدهور وخطير على سير المركبات. نفس الوضعية تعرفها بلدية بن شود الريفية، حيث عاد النشاط لمشاريع إنجاز وصيانة الطرقات البلدية والريفية التي تجمع قرى البلدية والبلديات المجاورة منها إعادة تهيئة وتعبيد الطريق البلدي الرابط بين قرية أولاد خداش على مستوى الطريق الوطني رقم 25 باتجاه الطريق الولائي رقم 154 مرورا بقرى شراردة، بير زيان، بن عامر، ومسلك القرية الفلاحية باتجاه قرية الشرقية، وأيضا بالنسبة لشبكة الطرقات التابعة لإقليم بلدية بغلية التي تدعمت هي الأخرى بعدة عمليات أبرزها محور مركز البلدية باتجاه قرى بن حمزة، أولاد حميدة، شرابة ومشتى علال بالإضافة إلى قرى تازروت والدار البيضاء. كما تعرف شبكة الطرقات الولائية أيضا حركية جديدة بعودة أشغال الصيانة لعدد من المحاور الرئيسية لعلّ أبرزها الطريق الولائي رقم 2 الذي يربط البلديات الشرقية من ولاية بومرداس باتجاه الطريق الوطني السريع رقم 12، حيث انطلقت الأسبوع الماضي مقاولة الإنجاز في تهيئة هذا المنفذ الرئيسي انطلاقا من مفترق الطرق بمنطقة الساحل بالطريق الوطني رقم 24 باتجاه الناصرية مرورا وسط مركز بلدية سيدي داود، وهو المشروع الذي عرف تأخرا كبيرا نتيجة إجراءات إعادة التقييم وتحجج مقاولة الإنجاز بارتفاع تكاليف مادة الزفت وباقي المواد الأخرى مباشرة بعد الجائحة. هذا، وتشهد عمليات إنجاز وازدواجية عدد من الطرق الوطنية بالولاية تحركا وحركية في بعض المحاور منها الشطر الثاني من الطريق الاجتنابي الهام الذي يمتدّ من بلدية قورصو باتجاه المخرج الشرقي لعاصمة الولاية، مرورا ببلدية تيجلابين على مسافة 15 كلم، في حين، تشهد مشاريع أخرى تأخرا وعراقيل متعدّدة، مثل ما يعاني مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 68 الرابط بين بلدية برج منايل ورأس جنات على مسافة 11 كلم، بسبب جملة من العقبات التقنية المرتبطة أساسا بمختلف الشبكات والقنوات وأيضا اعتراضات نزع الملكية من قبل ملاك الأراضي الفلاحية، ما استدعى تخصيص لقاء تقييمي خاص بإشراف والي الولاية وباقي الفاعلين من أجل التدخّل لرفع كل العراقيل أمام إتمام هذا المشروع الاقتصادي الحيوي للمنطقة.