اعتمدت محافظة الغابات لولاية خنشلة في إطار برنامج إعادة تهيئة وتوسيع السد الأخضر على مستوى ولاية خنشلة، طريقة مستحدثة لسقى الأشجار وذلك بواسطة تقنية الصندوق المائي "ووتر بوكس" "water box"، التي تستعمل في المناطق الجافة من أجل سقي الأشجار بطريقة مقتصدة للمياه ويومية تمكّن من سقي الشجرة بطريقة تضمن نجاح نموها نمو سليم وبالتالي نجاح غراسة الأشجار وإنجاح المشروع في المناطق التي تشهد جفاف وقلة التساقط. تمّ اعتماد السقي بالصندوق المائي بعد عقد شراكة بين محافظة لغابات والمدرسة العليا للغابات بولاية خنشلة، يتمّ بموجبها غرس الأشجار بهذه التقنية بمناطق التي تشهد جفاف وقلة التساقط بمشاركة ومراقبة طلبة وأساتذة المدرسة العليا بصفة دورية لإنجاح لعملية. يتسع الصندوق المائي لحمل 15 لتر من المياه ويعمل بصفة آلية على إنزال 50 سنتيمتر يوميا للشجرة الواحدة على أن يتمّ معاينتها من المختصين دوريا لمراقبة النمو، ويحتوي الصندوق على قبعة لحماية الماء من التبخر والأشجار من مختلف أشكال تعدي الحيوانات البرية. تمّت المرحلة الأولى بواسطة هذه التقنية على مستوى بلدية جلال حيث تمّ غرس 300 شجيرة من صنفي الصنوبر الحلبي والفستق الأطلسي بحضور إطارات وأعوان الغابات ومرافقة أساتذة المدرسة العليا، على أن تعمّم العملية تدريجيا حسب الإمكانيات ووفقا للمقومات الطبيعية لكل بلدية من البلديات العشر المعنية بمشروع إعادة تهيئة وتوسيع السد الأخضر. ويأمل مختصون في هذا المجال، أن يتمّ رصد ميزانية خاصة لشراء صناديق السقي وتعميم استعمالها في المناطق التي لا تتوفر على المياه أو أبار السقي أو تشهد قلة التساقط أو جفاف طوال السنة، لضمان إنجاح مشروع إعادة تهيئة السد الأخضر وتوسعته عبر كافة المناطق المبرمجة. وفي هذا الإطار تتواصل عمليات التشجير عبر عدة أماكن بالمناطق المبرمجة الواقعة داخل إقليم 10 بلديات بولاية خنشلة يشملها حزام السد الأخضر وفقا لخطة وبرنامج عمل يمتد بين سنتي 2022 و2030 لغراسة 13 مليون و720 ألف شجيرة بهدف مجابهة التصحر وحماية الأراضي من التعرية ناهيك عن تحسين الإطار المعيشي للسكان. كذلك يتضمن برنامج إعادة تأهيل وتوسعة السد الأخضر عمليات لغراسة لعدة فضاءات رعوية على مستوى البلديات السهبية إلى جانب غراسة أشجار الزيتون وذلك من طرف الشركة الجهوية للهندسة الريفية "صفا أوراس" لإعادة الاعتبار وتثمين الغطاء النباتي.