يُعتبر جمال قوراية من الفنانين التشكيليين الذين كانت لهم بصمة في فن المنمنات والزخرف الإسلامية والخط العربي، ارتبطت أعماله بالتاريخ والأدب، مستمدة من الخيال، جمع بين التقليد والحداثة. يرى أن الفن التشكيلي فن صعب، يتطلب جهد ودراسة من كل الزوايا، له رسالة حضارية تراثية بالغة الأهمية، مشيرا إلى أن الفنان يبحث دائما عن صنع لمسته الجمالية في جميع أعماله، من حيث المواضيع والتقنيات المستعملة . أكد جمال قوراية، في حديث ل«الشعب»، أن انبهاره باللوحات الفنية التي تضمها مختلف المتاحف الوطنية، وزياراته المتكررة لمختلف معارض الفن التشكيلي منذ الصغر، كان لها دور في توجهه نحو هذا الفن، جعله يتعمق أكثر فيه من خلال البحث الدائم، مشيرا إلى أنه تأثر كثيرا بفن المنمنمات، «الذي كنت أرى فيه روعة الجمال والدقة واللمسات في مختلف المواضيع». ولتطوير قدراته ومهاراته الفنية وبحثا عن اكتساب معارف أعمق وأشمل في الفنون التشكيلية، التحق جمال قوراية بالمدرسة العليا للفنون الجميلة سنة 1996، بعد اجتياز مسابقة الدخول بنجاح، التي وصفها قوراية بالصعبة، تتطلب اطلاع جيد واجتهاد كبير، موضحا أنه وجد بالمدرسة العليا للفنون الجميلة كل الإمكانيات والظروف، التي ساعدته كثيرا في بلوغ درجة عالية من المعرفة النظرية والتطبيقية، رغم نقص بعض الوسائل وبُعْد المدرسة عن مقر اقامته جعلته يقطع مسافات طويلة، «لكن مشقة التنقلات اليومية تزول بمجرد ولوج الاقسام وورشات البحث، تحت اشراف اساتذة كبار في المنمنات والخط العربي والزخرفة... امثال مصطفى بوعمامة، سعيود دليلة، أيت موهوب، قاصدي.. الذين استفدت منهم ومن توجيهاتهم وتشجيعاتهم، خاصة وأن مسار أي فنان تشكيلي يتطلب الدقة والإمعان والمثابرة» . أطمح لفتح ورشة فنية تحصل قوراية على دبلوم الدراسات العليا بتفوق من المدرسة العليا للفنون الجميلية بمعدل 25،18، وبعد التخرج التحق بعالم التدريس كأستاذ في التربية الفنية، وعن ذلك يقول «نظرا لعدم توفري على ورشة فنية وغياب الدعم من مسؤولي الثقافة، قررت الالتحاق بعالم التدريس لأن الفنان التشكيلي في بلادنا لا يمكنه العيش من أموال أعماله». وأضاف «عملي كأستاذ في التعليم المتوسط لم يؤثر عليّ كفنان تشكيلي أحمل من خلال أعمالي رسالة فنية عميقة، مستمدة من التراث والواقع الجزائري بكل أبعاده، اجسدها في لوحات وأحاول دائما اعطاء أسلوب حديث». شارك جمال قوراية في عدة معارض وتظاهرات فنية وطنية ودولية، كتظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2007، التي كان له فيها حضور قوي خاصة في المعارض اقيمت بالعاصمة والبليدة، منها معرض افتتاح المتحف الوطني للمنمنمات، والصالون الوطني الأول للفن التشكيلي (باية محي الدين) بالبليدة، والمهرجان الثقافي للفنون والثقافة الشعبية لولاية تندوف سنة 2012 بحوالي 20 لوحة فنية... وغيرها من التظاهرات. يطمح قوراية ليكون أستاذا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، وفتح ورشة فنية على مستوى بلدية السحاولة بالعاصمة مقر اقامته. تحصل على عدة جوائز وتكريمات، منها شهادة تقدير في المسابقة الدولية للمنمنمات والزخرفة بالجزائر 2006، والجائزة الأولى بالصالون الوطني الأول للفن التشكيلي بالبليدة، والجائزة الأولى لجمعية هواة الفن التشكيلي 2007، وشهادة شرفية للمهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات والزخرفة 2009، شهادة شكر وعرفان من طرف شركة اتصالات الجزائر ووزارة التربية الوطنية 2010، وشهادة تقدير بالمهرجان الثقافي للفنون والثقافة الشعبية تندوف ,,2012. وغيرها من الجوائز. تأسف جمال قوراية لوضعية الفنان التشكيلي ببلادنا والتهميش الذي يعاني منه، وغياب الدعم من وزارة الثقافة، قائلا: «يسخر الفنان التشكيلي جل وقته لهذه المهنة النبيلة المتعبة، لإيصال رسائل هادفة حضارية تخدم المجتمع وثقافة البلد وتراثه، ولن يتسنى له تطوير قدراته الفنية بدون دعم من وزارة الثقافة ومديرياتها الولائية، خاصة فيما يتعلق بتوفير ورشات فنية وتنظيم معارض دائمة في الفن التشكيلي، تمكن جميع الفنانين خاصة الشباب من التعريف بأعمالهم ومواصلة الإبداع».