رحبت وزارة الخارجية والمغتربين، الفلسطينية بقرار هيئة الأممالمتحدة بإدراج الكيان الصهيوني على القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، معتبرة هذا القرار خطوة بالاتجاه الصحيح نحو مساءلة الاحتلال على جرائمه وتحقيق العدالة التي طال انتظارها. أكدت الوزارة في بيان صادر عنها، أمس السبت، أن غياب المساءلة الدولية للكيان الصهيوني وإفلاته المستمر من العقاب، شجعه على التمادي في ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني، بما فيها الاستهداف الممنهج وواسع النطاق للأطفال، كما وفر له البيئة المناسبة للتنكر لكافة القوانين والقرارات الدولية. وشددت، على أن الوقت قد حان لتكاتف الجهود الدولية نحو توفير الحماية لأطفال فلسطين ووقف استهدافهم المتعمد من قبل الاحتلال، مشيرة إلى أن إعلاء صوت العدالة الدولية وإنهاء ازدواجية المعايير المقيتة في تطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ووضع حد لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها السلطة القائمة بالاحتلال، وتحقيق تطلعاته بالحرية والاستقلال وتقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتمكين أطفال فلسطين من العيش بأمن وسلام على أرضهم. هستيريا في جانب الاحتلال هذا، وشن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، وعدد من وزرائه، هجوما حادا على الأممالمتحدة، بعد إدراج الكيان الغاصب على "القائمة السوداء"، في حين شدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عزت الرشق، على أن القرار الأممي أصاب أركان الاحتلال ب«الهستيريا". وفي معرض تعليقه على القرار الأممي، زعم رئيس وزراء الصهيوني أن" جيشه هو أكثر جيوش العالم أخلاقية، ولا قرار من قبل الأممالمتحدة سيغير ذلك".بدوره، قال وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، المتطرف إيتمار بن غفير؛ أنه "ينبغي على الكيان ألا يصمت عن ذلك، فالرد على هذا الأمر الخطير يجب أن يكون قاسيا ويتضمن فرض عقوبات على موظفي الأممالمتحدة". كيان منبوذ وملاحق في المقابل، وصف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عزت الرشق، دولة الاحتلال الصهيوني بأنها "كيان منبوذ وملاحق أمام محاكم دولية". وأضاف في بيان نشره عبر منصة "تلغرام" تعليقا على القرار الأممي: "مجددا، بنيامين نتنياهو وجيشه وأركان حكومته يُصابون بالهستيريا والذعر، بسبب إدراج الصهاينة على قائمة العار لمرتكبي قتل الأطفال". وفي وقت سابق الجمعة، أدرجت الأممالمتحدة الجيش الصهيوني في قائمة الأممالمتحدة للأطراف التي ترتكب انتهاكات ضد الأطفال بمناطق النزاع، المعروفة إعلاميا ب«قائمة العار" أو "القائمة السوداء"، فما أهمية هذه القائمة، وما الذي يترتب على الجهات المدرجة عليها؟ ما هي "قائمة العار"؟ أنشأت الأممالمتحدة قائمة العار أو القائمة السوداء في عام 2002، وتهدف للمساهمة في مكافحة الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في مناطق الصراعات المسلحة. تصدر القائمة بشكل سنوي بناء على طلب من مجلس الأمن الدولي، وتضم الدول والتنظيمات المسلحة غير الحكومية، التي تتورط بجرائم أو انتهاكات بحق الأطفال في مناطق النزاع. ماذا يترتب عليها؟ لا يترتب على القائمة أي عقوبات مباشرة على الدول المدرجة عليها، لكن يسهم وضع المتورطين بالانتهاكات بحق الأطفال على القائمة، في تعزيز الضغوط الدولية الرامية إلى ثنيهم عن جرائمهم. وينسف إدراج الاحتلال الصهيوني على القائمة مزاعمه بأن "الجيش الصهيوني هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم". كما أنه من شأن إدراج الاحتلال على القائمة، أن يعزز من عزلته والضغوط الدولية المتصاعدة بسبب حربه على غزة. هذا، وقتل جيش الاحتلال ما يزيد على 15 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة، وذلك جزء من حصيلة إجمالية للشهداء، تجاوزت حاجز ال36 ألف شهيد. وكان العديد من المؤسسات الدولية، من بينها منظمة الصحة العالمية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قالت؛ إن طفلا واحدا يُقتل كل 10 دقائق في قطاع غزة.