يلتقي بنزل الأوراسي غدا وزراء البيئة الأفارقة للبحث عن مواقف وحلول مشتركة لمواجهة الاحتباس الحراري التي تعاني منه القارة السمراء كونها أكثر القارات تأثرا بالانعكاسات. ويعد اللقاء التحضيري لخبراء البيئة الأفارقة الذي انتهت أشغاله اليوم هام من حيث أنه حدد الخطوط العريضة للمواقف الافريقية حول الظاهرة، كما يمثل أرضية عمل ترفع غدا للوزراء الأفارقة، وكذا المؤتمر العالمي لكوبنهاغن بالدانمارك الذي سينظم خلال شهر ديسمبر المقبل. وتمثيل الندوة فرصة لدول افريقيا لتحديد مواقفها وتشكيل أقطاب قوية للمفاوضات لدعم تحويلات التكنولوجيا والموارد المالية الضرورية لمسارها التنموي، بعد أن كانت تفتقد لموقف افريقي أثناء تسطير اتفاقية كيوتو قبل تحسينه في اطار خطة عمل »بالي« سنة .2005 وكانت قد نصت بنود اتفاقية كيوتو على مسؤولية الدول المصنعة، ووضعها ضمن حلقة مسببات التغيرات المناخية، وبالتالي فمن الضروري التوصل الى اجتماع حول الالتزامات المستقبلية في إطار هذه الاتفاقية للفترة 2012 على أساس مبدأ المسؤولية المشتركة وبالرغم من أن ندوة نايروبي في نوفمبر 2006 قد حققت تقدما ملحوظا، فيما يتعلق بالتصدي لظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، الا أن تطلعات دول افريقيا لم تتحقق بعد، طالما أن الآليات التي وضعها على غرار آلية التنمية النظيفة لم تباشر نشاطها بعد. وقد طلبت الدول الافريقية من المجموعة الدولية وخاصة الدول الغنية أن تدرك افتقار البلدان النامية للإمكانيات التي تمكنها من مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، على أساس أن القارة الافريقية تعد الأكثر عرضة لهذه الظاهرة مع أنها تبعث أقل نسبة من الغاز المتسبب في الاحتباس الحراري في العالم. وكان قد صدر برنامج الأممالمتحدة الانمائي رسميا تقرير التنمية البشرية 2007 - 2008 الذي يحمل رقم 18 من بين سلسلة التقارير الذي دأب على إصدارها منذ عام .1990 ويركز التقرير على أن البلدان الأكثر فقرا المتواجدة في القارة الافريقة يعانون من أولى الضربات الموجعة وأكثرها اضرارا جراء التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، مع أن مساهمتهم في خلق المشكلة يضيف التقرير كانت أقل . وطالب تقرير التنمية البشرية الذي يصدره برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لهذا العام من الدول المتقدمة بأن تخصص 86 مليار دولار سنويا لدعم آليات التعاون متعدد الأطراف، والتي ستهدف الدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية وبناء القدرات لمواجهتها. وتجدر الإشارة الى أن التقرير المذكور هو خلاصة جهود بحوث عالمية، وهو مقاربة علمية لظاهرة الاحتباس الحراري التي كانت محل بحث معمق في مؤتمر »بالي« بأندونيسا ------------------------------------------------------------------------