تحتضن الجزائر في الفترة الممتدة ما بين ال19 و20 نوفمبر الندوة الإفريقية لوزارة البيئة حول الاحتباس الحراري لتبادل الآراء والانشغالات فيما بينهم للخروج بنظرة مشتركة وتصور موحد للمشاركة في لقاء بولونيا وقمة كوبنهاغن (الدانمارك) حول الاحتباس الحراري خلال السنة المقبلة. وتشرف الجزائر بصفتها رئيسة المجموعة الإفريقية للتغيرات المناخية على تنظيم هذه الندوة الإفريقية التي تشارك فيها حوالي 50 دولة إفريقية وعدة هيئات إفريقية وأممية مختصة إلى جانب ممثلين عن المنظمات غير الحكومية الوطنية والإفريقية والدولية. وقد أكد حوالي 41 وزيرا إفريقيا للبيئة مشاركتهم في هذه الندوة لحد الآن -كما أوضح ممثلون عن اللجنة الوطنية لتحضير الندوة الإفريقية حول الاحتباس الحراري- في حين ستكون الدول الأخرى ممثلة من طرف وفود برئاسة الأمناء العامين لوزارات البيئة. وستعرف أشغال هذه الندوة أيضا مشاركة خبراء وطنيين وأفارقة ودوليين إلى جانب إطارات من مختلف القطاعات المعنية. ومن المقرر أن يسبق أشغال الندوة الإفريقية المرتقبة لقاءات يوم 16 نوفمبر تدوم ثلاثة أيام تضم ممثلي وخبراء بلدان إفريقيا لنقاط الربط يتم خلالها تبادل الآراء ووجهات النظر للتوصل إلى توحيد الرؤية المشتركة فيما يخص برنامج وأجندة وإعلان الجزائر للقمة. وكانت وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة قد نصبت خلال شهر سبتمبر الماضي اللجنة الوطنية لتحضير الندوة الإفريقية لوزراء البيئة حول الاحتباس الحراري. وتتشكل هذه اللجنة التي تترأسها مناصفة وزارتا تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة والشؤون الخارجية من 15 عضوا يمثلون مختلف القطاعات المعنية من بينها وزارات الداخلية والتعليم العالي والبحث العلمي والطاقة والشؤون الخارجية والموارد المائية والاتصال وإعلاميين. وتم خلال أشغال هذه اللجنة تحضير كل الوسائل التقنية واللوجيستيكية والعملية من أجل حسن سير أشغال هذه الندوة. من بين أهداف الندوة الإفريقية المرتقبة -حسب ممثلي اللجنة - البحث عن إمكانية الخروج ب ''نظرة موحدة لتقارب الأهداف والمنهجيات بين دول العالم وبلدان إفريقيا لمواجهة الآثار الوخيمة الناجمة عن الاحتباس الحراري''. وكان العديد من المتدخلين في أشغال اللجنة قد أكدوا أن دول إفريقيا معرضة أكثر من غيرها من بلدان العالم مستقبلا من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري رغم أنها تفرز أقل من الدول الأخرى من الغازات والكاربون''. وأشاروا إلى كل الآثار الناجمة عن الاحتباس الحراري من بينها الفقر والجفاف وندرة المياه الصالحة للشرب والأمراض واتساع رقعة التصحر وانتشار ظاهرة الهجرة وتعطيل حركة التنمية الاقتصادية ملحين على وجوب وضع استراتيجيات وطنية وجهوية ودولية للتحكم فيها. ودعوا في هذا الإطار إلى ضرورة الخروج بنتائج إيجابية في هذه الندوة المصيرية من خلال توحيد المواقف والمصطلحات والتوجهات للاستفادة أكثر من التحويلات التكنولوجية والمالية الممنوحة. ومن بين المواضيع التي ستطرح للنقاش في الندوة -حسبهم- مناقشة مخطط عمل الذي من بين أهدافه إبراز أهمية دعم التعاون الدولي لمواجهة آثار الاحتباس الحراري، إلى جانب التطرق إلى إمكانية توحيد المصطلحات وتحديد المقاربات القطاعية وتكييفها للتخفيف من آثار الاحتباس الحراري ودعم القدرات لفائدة دول إفريقيا. وستتوج أشغال الندوة الإفريقية لوزراء البيئة حول الاحتباس الحراري بإعلان الجزائر الذي يتم من خلاله إبراز أهمية الخطوط العريضة والمواقف السياسية والاقتصادية والبيئية لدول إفرقيا لمكافحة الاحتباس الحراري وتوحيد الرؤية للمشاركة في اللقاءات الدولية المرتقبة التي من شأنها الخروج بتوصيات جديدة لآفاق 2012 على غرار اتفاقيات كيوتو حول الاحتباس الحراري.