وُري أمس الجمعة بمقبرة «المدنية» جثمان الفنانة القديرة سليمة لعبيدي، التي غادرت الحياة الخميس الماضي، بعد صراع مرير مع مرض السرطان، تاركة وراءها إرثا فنيا زاخرا. بعد 46 عاما من العطاء الفني، غيب الموت عن الساحة الفنية واحدة من أعظم الفنانات الجزائريات، اللواتي سخرن حياتهن لخدمة الفن الجزائري، فكانت بذلك صاحبة العطاء الكبير، التي دخلت قلوب الجزائريين، بالرغم من تقديمها لأدوار صارمة، فأحيانا الزوجة المتسلطة، وأحيانا أخرى الأم المستبدة.. غير أن ذلك لم يمنع الراحلة «سليمة لعبيدي» من أن تتربع على عرش الفن الجزائري، وتكون واحدة من أفضل الفنانات اللواتي ولجن بيوت الجزائريين دون استئذان. جو مهيب خيم أمس على منزل الفقيدة، الذي كان يعج بأقارب وأصدقاء وبفنانين وفنانات، قدموا لإلقاء النظرة الأخيرة على رفيقة دربهم، التي رحلت عن عالمهم في صمت، ليفاجأ بها محبوها صدفة ترقد على فراش الموت بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، إلى أن سلمت روحها إلى بارئها . «الشعب» اقتربت من ابن الفقيدة «محمد ميهوبي» الذي روى لنا الأيام الأخيرة من حياة والدته، قائلا: بأنه إلى غاية الآن لا يعرف نوع المرض الذي أودى بحياة والدته، كونها تكتمت عليه حتى لا تزعج أحدا من أبنائها، إلى أن اشتد عليها المرض ولم يعد بإمكانها إخفاءه. وقال محمد إن والدته فضلت المعاناة في صمت، وصبرت على ما ابتلاها الله به، وقد وجدت في محنتها الأقارب والأصدقاء وحتى الفنانين، وأكد أيضا على أن والدته حظيت طيلة مرضها باهتمام ورعاية وزارة الثقافة، التي كانت ستحمل على عاتقها علاجها خارج الوطن، غير أن تأكيد الأطباء على أن المرض في مراحله الأخيرة ولا أمل في شفائها، حال دون ذلك. من جهتها، اعتبرت ربيبة الفنانة الراحلة سليمة لعبيدي، هذه الأخيرة بمثابة الأم الثانية لها، قائلة بأنها كانت تتمتع بالطيبة والحنان، حيث لم تتجرأ يوما على أن تعاملها على أنها ابنة ضرتها، بل على العكس سعت دائما لأن تجمع شمل الإخوة، وأضافت مريم أن الفقيدة ستترك لهم فراغا رهيبا، فبالرغم من أنها زوجة أبيها، إلا أنها فتحت لها بيتها واستقبلتها كما تستقبل الأم ابنتها.