ووري مساء يوم الخميس 13 أوت 2009 جثمان الفنان الراحل "كاتشو" التراب بمقبرة قرية "كوندرسي"، التابعة لبلدية وادي الشعبة ولاية باتنة بحضور عدد هائل من المواطنين وعدد من فناني ومثقفي ولاية باتنة خاصة وفنانيين جزائريين عامة أمثال كادير الجابوني الشاب توفيق والشاب جلطي، ووجوه سياسية وبرلمانية كما شهدت الجنازة حضور الأمين العام لوزارة الداخلية. اليوم وبهذا الفاجعة التي أصابتنا ارتأت "الأمة العربية" في الاستطلاع أن تأخذ آراء الفنانين الذين عايشوا كاتشو وعرفوه عن قرب استطلاع :كريمة بودوح / أمين معاش في اتصال ل "الأمة العربية" بالفنان حسان دادي والتي ظهر فيها خلاله حديثه متأثرا كثيراً برحيل الفنان كاتشو الذي كان مقربا منه، وقال بأن الراحل أعطى الكثير للأغنية الشاوية من البداية إلى نهاية رحيله، وكان مشواره الفني زاخرا بالأغاني التي تحمل مواضيع اجتماعية مثل أغنية "همي همي جاني من دمي" وأغاني أخرى. وأكد أن رحيله يعد خسارة كبيرة للساحة الفنية الجزائرية، خاصة وأنه ساهم في إثراء الساحة الفنية بالأغنية الوطنية من خلال أدائه لأغنية "المصالحة الوطنية". وعن آخر لقاء جمعه بالراحل، قال حسان دادي بأنه كان في حفل أقامه بمدينة بجاية بمناسبة احتضان هذه الأخيرة للأسبوع الثقافي لولاية باتنة، والتي جمعته به، مضيفا أنهما سبقا أن التقيا في ثنائي خلال افتتاح لعدة مهرجانات وأسابيع ثقافية، وقال أن أداءه "لديو" مع كاتشو كان الفضل فيه للوالي السابق لولاية باتنة الذي يشغل حاليا منصب الأمين العام لوزارة الداخلية، أين منحهما الفرصة واقترح عليهما أداء أغاني ثنائية في كل الخرجات الفنية التي جمعتهما، وكان الوالي السابق يهدف من خلال جمع صوتين قويين إعطاء قوة للأغنية الشاوية، وأضاف حسان دادي أن خبر رحيل كاتشو كان كالصاعقة عليه، لأنه كان جد مقرب منه، وكانت تجمعهما علاقات عائلية وذكريات كثيرة، ورحيله أثر فيه كثيرا وترك فراغاً رهيبا، ودعا كافة محبيه وجمهوره وكل الذين عرفوه من قرب الدعاء له بالرحمة والمغفرة. "الخبر نزل كالصاعقة، لم أصدق الخبر حتى حضرت جنازته أن الشاب جلطي والشاب أوفيق " كلمات جد مؤثرة استهل بها كادير الجابوني من بجاية، مجرد أن قلنا له نريد أن تعطينا رأيك كفنان عايش كاتشو حيث قال إنه رجل شهم بمعنى الكلمة أثر في جمهوره بكلماته النقية المستوحاة من أصالة الشاوية الأحرار وتأثر بشوائب الحياة ككل إنسان على وجه الأرض، لم نسمع منه شيئا يضر ولا كلمات جارحة، يعرف جيدا كيف يتحكم بزمام الأمور في حياته العادية أو الفنية، وأضاف كادير الجابوني الذي بدا متأثرا كثيرا من نبرات صوته بتنهده باستمرار، إن آخر لقاء مع المرحوم كاتشو كان في الجميلة عندما صعد المنصة واعتذر لجمهوره بعدم الغناء بسبب الأمطار التي هطلت بسطيف، وشهادة حق أقولها في هذا الرجل إنه كان باديا عليه التوبة واعتزال الغناء معللا ذلك في حفله الأخير بمهرجان تيمقاد عندما اعتذر أيضا لجمهوره بالغناء لكن بطريقة ذكية جدا ورائعة حين صعد المنصة هو ومدير ديوان الثقافة والإعلام السيد لخضر بن تركي وكرم كاتشو هذا الأخير ببرنوس أصيل عربونا على مايقدمه للثقافة الجزائرية في الأخير قدم كادير الجابوني تعازيه الخالصة لعائلة المرحوم وأولاده وكل محبي كاتشو للتذكير فإن كادير طلب من الجمهوره أن يقفوا دقيقة صمت بمركب "كابري تور" حين كان هناك ليحي حفلا بذات المكان تخليدا لروح المرحوم قبل أن يبدأ حفله من جهته صرح الشاب توفيق أن الفنان الراحل كان من أبرز الفنانانين الذي أنجبهم الفن الشاوي ووفاته خسارة كبيرة للأغنية الجزائرية، مذكرا بصفات الراحل التي تتميز بالطيبة والأعمال الخيرية، كما أفاد أنه حضر جنازة الفقيد والتقى بعائلته، معبرا عن دهشته بالكم الهائل للمواطنين الذين حضروا جنازة المرحوم، الأمر الذي يؤكد أن الفنان الراحل كانت له شعبية كبيرة ومحبة الجزائرين له، بدليل حضور الجمهور من كل قطب وحدب لحضور الجنازة حتى أن الحي الذي يقيم فيه الراحل لم يستوعب جموع المواطنيين وشكر توفيق حسان دادي الرفيق الأول لكاتشو وكذا وسائل الإعلام لوقوفهم إلى جانب عائلة الراحل من خلال مواساتها في محنتها داعيا الجهات المعنية إلى التكفل بعائلته، وأضاف توفيق أن كاتشو أعطى الكثير للأغنية الشاوية وحقق معادلة المحافظة على الأصالة والمعاصرة الشاوي كما اعتبر فقدانه يعد صدمة لا تمحوها الأيام مهما كانت وطالت عدد الفنان بن زينة صفات الفنان الراحل كاتشوا وقال إنه كان إنسانا خلوقا وطيبا وبأنه قدم الكثير والجديد للأغنية الشاوية وكانت كل أغانيه تحمل كلمات نظيفة الأمر الذي ساهم في ترك بصمته الخاصة عليه، وأضاف أن رحيله المفاجىء من جهة يعد خسارة كبيرة للفن الجزائري وللجمهوره ومحيبيه من جهة أخرى، مشيرا إلى أن الراحل كاتشو كان له حضور خاص في أدائه لأغانيه، مضيفا أن آخر لقاء جمعهه بالراحل كان منذ ثلاث سنوات حين قدم رفقته والفنان حسان دادي عددا من الأغاني في عرس بسطيف، مؤكدا أن وفاته أثرت فيه كثيرا حيث دعا عائلته الصغيرة إلى التحلي بالصبر داعيا له بالرحمة والمغفرة قالت الفنانة راضية منال أن الفنان الراحل كاتشو صاحب الصوت القوي والرائع كان يتسم، بأخلاق حميدة وطيبة، موضحة أنه منح الكثير للأغنية الشاوية، معتبرة الراحل فنانا كاملا، كما أكدت ن الساحة الفنية فقدت أجمل وأبرز وأقوى أصواتها مضيفة أنها كانت لها فرصة الالتقاء في جولة فنية دامت 20 يوما تعرفت من خلالها عن شخصيته الطيبة، كما أضافت أن الراحل قد أدخل على الأغنية الشاوية تعديلات وموسيقى عصرية، واعتبرت رحيله صدمة قوية على الفناننين، كما تأسفت في الأخير لعدم حضورها جنازة الراحل بسبب ارتباطات منعتها من ذلك أكد الفنان كريم مصباحي ل"لامة العربية" أن ما قدمه كاتشو كان بمثابة الوسام الذي يعلق على صدر أصالة الفن الشاوي خاصة والجزائري عامة، مضيفا أن الاسرة الفنية الجزائرية قد فقدت برحيل كاتشو أحد أبنائها البررة، مضيفا أن كاتشو أضفى على الأغنية الشاوية طابعا شبابيا، وعن آخر لقاء جمعه بالراحل قال مصباحي أنه كان منذ قرابة العام عندما كان واحدا منهما يقوم بتصوير "كليب"، وتأسف رائد الأغنية الاجتماعية لرحيل كاتشو، مشيرا أن رحيله المفاجئ وقع كالصاعقة على الفناننين داعيا الله عز وجل أن يتفقده برحمته الواسعة ويلهم ذويه الصبر والسلوان أكد سليم الشاوي أن مشوار كاتشو الفني كان رائعا وكل ما قدمه كان جميلا معللا أن الطابع القديم الذي حوله بصوته السحري إلى عصري استهوى الشباب سواء الجزائري أو شباب الجالية في المهجر، كما أبدع كاتشو في الأغنية الشاوية. و واصل سليم في مدح الراحل والتنقيب على صفاته ، حيث أكد أن الراحل كان يتميز بشخصية خفيفة الظل و حبوبة، وأضاف أن آخر لقاء جمع بينهما كان اثناء فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي،وبهذه المناسبة قدم سليم تعازيه الخالصة لعائلة المرحوم داعيا الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وفي الأخير تمنى سليم من السلطات المعنية لولاية باتنة و وزارة الثقافة بحماية أو الحفاض على إرث المرحوم وغلق الطريق أمام الانتهازيين وعدم السماح لهم باللعب بأغانيه وتشويهها الإسم الأصلي للفنان كاتشو هو علي نصري من مواليد 1963 بباتنة، ترعرع بحي كشيدة الشعبي، كاتشو كان معروفا بين مزجه للأغنية الشاوية وموسيقى الروك، وقد أصدر ألبومه الأول عام 1987 بعنوان "بابور لروح". كما اشتُهر في الجزائر بأغنية (نوارة)، وهو عنوان ألبومه الثاني من بين سبعة ألبومات أصدرها، وكان الراحل بصدد إعداد أوبيرات غنائية تاريخية حول حياة المجاهد البطل رفيق درب الشهيد بن بولعيد، العقيد الحاج لخضر قائد الولاية التاريخية الأولى، أوراس النمامشة والتي كانت ستعرض في فيفري من السنة القادمة، لكن شاء القدر أن يرحل ويترك الأوبيرات أمانة في عنق فناني ومثقفي الأوراس إحزنوا يا فنانين ويا من عرف كاتشو، إبك يا باتنة... لعل دموع الرحمة تشفي غليل حزن الجزائر عليه... على الذي رحل دون أن يودعنا وكان سيستقبل رمضان مع زوجته...والده وأبناء حيه لكن قضاء الله كان أقوى، مهما قلنا أو كتبنا، فإن خصال الفنان كاتشو لا تحتويها أكبر المجلدات في العالم، مهما بكينا، فإن كاتشو قدرحل إلى الأبد،كم كنت عظيما ببساطتك وبرونقك وابتسامتك الدائمة، كم كنت صبورا وواسع القلب على الذين أذوك، كم كنت حنونا وعطوفا محبا ومساعدا للشباب، الذي هواك وأحبك حتى الثمالة، نم هنيئا وكن متيقنا أن أولادك وزوجتك أمانة في عنقنا جميعا. رحمك الله.