دعا مجاهدون ورفقاء الراحل أحمد بن بلة، إلى كتابة التاريخ الثوري والنضالي لأول رئيس للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، فضلا عن تنظيم أيام دراسية تسلط الضوء على واحد من زعماء الجزائر، وكشف الجوانب الخفية من حياته لجيل المستقبل. أكد المجاهد عبد الصدوق في الذكرى الأولى لرحيل الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، والتي أحيتها جمعية مشعل الشهيد، بالتنسيق مع قصر الثقافة مفدي زكريا أن التاريخ الثوري للمجاهد بن بلة يمتد على مدار 75 سنة، حيث كانت له نضالات ما قبل الثورة التحريرية وبعدها، داعيا إلى ضرورة التأريخ لهاته الشخصية، التي ساهمت في تحرير هذا الوطن، ووضعت الجزائر فوق كل اعتبار. ونوه المجاهد عبد الصدوق بالسمات التي كان يتميز بها رئيس الجزائر الأسبق، مؤكدا على أنه كان يتسم بالتواضع، وسباق للدفاع عن الكرامة والعدالة، كما كان يعرف بصديق الفقراء، حيث أنه أول من وضع حدا لمهنة «مسح الأحذية» في الشوارع، قائلا «في الجزائر المستقلة، لا أحد يركع لأحد». إلى جانب ذلك يقول المتحدث إن فقيد الأمة الجزائرية كان رجل مبادئ ومناضل بلا حدود، ناضل من أجل تحرر الشعوب، ودعم الفئات المضطهدة لا سيما في إفريقيا. واعتبر المجاهد محمد بلحاج الذي يشرف على تأليف كتاب عن أحمد بن بلة بأنه كان عنفوان الثورة التحريرية الكبرى، ويستمتع بعفوية الثائر، وقال إنه عايش الفقيد عن قرب في حياته السياسية على وجه الخصوص، وهو واحد من المناضلين الذين وجب الكتابة عن تاريخهم ووضعه في المكان المؤهل له. وأشار إلى أنه كان صديقا لشعبه، يلتفت فقط لمستقبل الجزائر، كما أنه لعب أدوارا كثيرة على المستوى المغاربي، العربي والإفريقي، وأهّل الجزائر لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة. وقال المجاهد عبد الرحمن شريف إنه من الصعب اختزال مسار الرئيس الراحل أحمد بن بلة في كلمات موجزة، حيث أن له باع طويل، مشيدا بمساره الكبير، وقال «هو أبرز قادة الثورة التحريرية الكبرى، غادرنا بجسده، إلا أن سيرته النضالية ستبقى عالقة إلى الأبد»، وأضاف أن الفقيد أول من وضع لبنة بناء دولة الاستقلال، إلا أن ظروفا حالكة حالت دون تجسيده لذلك. في حين أكد المجاهد جلول ملايكة أن أحمد بن بلة سجل إسمه كواحد من كبار القادة في العالم، كان يهتم إلى جانب قضية الجزائر، بالقضايا العربية الأخرى، ولا سيما فلسطين، حيث كان ينادي دائما بأنها قضية كل الشعوب الحرة.