أجمع المشاركون في وقفة عرفان للفقيد أحمد بن بلة اليوم الأربعاء بقصر الثقافة مفدي زكريا (الجزائر العاصمة) على ضرورة كتابة التاريخ كاملا من أجل تسليط الضوء على الزوايا الخفية من النضال الطويل لأول رئيس للجزائر المستقلة. وفي هذا الصدد أشار الكاتب في تاريخ الثورة محمد عباس خلال وقفة عرفان تم تنظيمها بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة أحمد بلة, إلى أن الفقيد كان يمثل "عنفوان الثورة وعفويتها" وهي الصورة التي حافظ عليها —كما قال— طيلة حياته حيث "ظل وفيا لمبادئه رغم العراقيل التي واجهته في مختلف المراحل". واعتبر بأن هذه الجوانب "لن يتم الكشف عنها كما يجب سوى من خلال كتابة التاريخ كاملا". وفي نفس المنحى أوضح محمد بلحاج الذي رافق المرحوم بن بلة على مدار سنوات عدة, أن العديد من جوانب حياة الفقيد بن بلة لا تزال بحاجة إلى التفحص والتدقيق على الرغم من كون بن بلة "شخصية معروفة لدى الخاص و العام بجميع أبعادها". وأضاف أن هذا لن يتأتى إلا من خلال التدقيق في مختلف مراحل حياة الفقيد بن بلة الذي "عرف عنه قبل كل شيء قربه من الناس و من واقع الجزائر حيث تحمل مسؤولية ثقيلة بالنظر إلى حساسية الوضع بالجزائر الفتية آنذاك". بدوره أوضح عبد الرحمن الشريف الذي شغل منصب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية في عهد بن بلة أن التاريخ النضالي للفقيد "لا يمكن أن تستوعبه جلسة واحدة" مشددا على ضرورة تسجيله وحفظه حتى تتمكن الأجيال اللاحقة من الاطلاع عليه. كما أشاد نفس المتدخل بمواقف بن بلة خلال فترة رئاسته للجزائر, وكذا دعمه لمسار الوئام والمصالحة الوطنية الذي تم بفضله وقف إراقة الدماء و إعادة الأمن و الإستقرار الى ربوع الوطن. من جانبه إستعرض المجاهد جلول ملايكة مختلف المراحل التي طبعت مسيرة الرئيس الراحل والتي تشكل —مثلما قال— "مادة خصبة تستدعي تدوينها". وتطرق على وجه الخصوص الى تعلق الفقيد بمبادئ الحرية والانعتاق وهو الذي كان يردد دوما أنه "لا يمكننا الإكتفاء باستقلال الجزائر ما دامت فلسطين تحت وطأة الإحتلال الإسرائيلي". وأكد جلول ملايكة أن نفس الرؤية كان يحملها الفقيد تجاه جميع الشعوب المكافحة في سبيل حريتها واستقلالها. للتذكير يعد الفقيد بن بلة من مواليد 25 ديسمبر 1916 بمغنية (ولاية تلمسان) وقد انضم في سن مبكرة إلى صفوف حزب الشعب الجزائري ليصبح أحد أعضاء مجموعة ال22 التي فجرت الثورة التحريرية وأحد أهم قادتها. تقلد الفقيد عدة مناصب هامة إبان الثورة التحريرية و بعد الإستقلال حيث تولى منصب رئيس الوزراء في 27 سبتمبر 1962 ليتم انتخابه بعد ذلك رئيسا للجمهورية إلى غاية 19 جوان 1965.