تستمر أعمال العنف في ليبيا، فبعد قرابة سنتين من اسقاط معمر القذافي، لاتزال الفوضى والفلتان الأمني تطبعان المشهد العام في البلاد، إذ استيقظ، أمس، سكان مدينة بنغازي شرق البلاد على وقع هجومين استهدفا مركزين للشرطة، بعد هجوم مماثل استهدف مركزين آخرين قبل ثلاثة أيام، وقد شهدت قبل ذلك وتحديدا شهر سبتمبر الماضي هجوما استهدف السفارة الأمريكية في بنغازي وأدى الى مقتل السفير الأمريكي وثلاثة من موظفي السفارة، الحادثة التي أخطلت الاوراق لدى الغربيين الذين أمدوا ما يسمى «بثوار» ليبيا بالأسلحة والذخيرة، نفس أولئك الذين حاصروا الوزارات السيادية لأسبوع كامل، من أجل فرض مطالب تحت وطأة السلاح، ولم يتم رفعه إلا أول أمس السبت حيث تم تسليم الوزارات الى لجنة مشكلة من أعضاء في المؤتمر الوطني العام وتنسيقية العزل السياسي، بعدما اشترطت الميليشيات المسلحة اسقاط حكومة زيدان واقتراح اسماء عنها لتولي مناصب قيادية في الدولة، وقد أدى هذا الوضع الأمني المتردي في البلاد الى مغادرة دبلوماسيين للعاصمة طرابلس ويتعلق الأمر بكل من الولاياتالمتحدة، بريطانيا وألمانيا. إن الدولة الليبية الباحثة عن نفسها تعيش مأزقا حقيقيا في حين تفرض الجماعات المسلحة منطقها بالحصار والسلاح للضغط على الحكومة للرضوخ لمطالبها، تقول المجالس المحلية ان هذه الاخيرة غير قادرة على توفير الأمن والاستقرار على غرار ما صرح به رئيس المجلس المحلي لمدينة بنغازي عقب الهجومين اللذان استهدفا مركز شرطة في بنغازي والذي نعت فيه وزارة الداخلية بالفشل إزاء توفير الأمن في البلاد التي قد تشهد نزايدا في وتيرة العنف في ظل فوضى السلاح والضعف الذي تعرفه الدولة الليبية.