دق البروفيسور شيبان أحسن، مختص في الطب الداخلي ورئيس المؤسسة الجزائرية لارتفاع الضغط الدموي، ناقوس الخطر حول انتشار السمنة في الجزائر باعتبارها تمس ربع الجزائريين، كما تتسبب في اغلب الأحيان في الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني الذي يعد السبب الأول في ارتفاع نسبة الوفيات على المستوى الوطني. وأكد البروفيسور في ندوة نشطها أمس بجريدة «دي.كا. نيوز» بمناسبة اليوم العالمي لمرض ارتفاع الضغط الشرياني الذي يصادف 14 ماي من كل عام أن هذا المرض مشكل حقيقي يهدد الصحة العمومية ويرتبط أساسا بتغير النمط المعيشي وتفاقم بعض الأمراض التي تعتبر من عوامل الإصابة على غرار داء السكري والسمنة، كاشفا بأن ارتفاع الضغط الدموي يمس الثلث من الجزائريين الراشدين، أغلبيتهم لم يكتشفوا إصاباتهم إلا في مرحلة متأخرة داعيا إلى ضرورة غرس ثقافة التشخيص المبكر لتفادي الأسوء. وفيما يخص أساليب الوقاية أوضح ذات البروفيسور أن أحسن طريقة لتفادي الإصابة بارتفاع الضغط الدموي تكمن في قياس الضغط بصفة دورية كل 5 سنوات، أما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للمرض كالذين يتعدى سنهم 40 سنة أو المصابين بأمراض مزمنة خطيرة، من بينها السمنة البطنية نصحهم البروفيسور بضرورة قياس الضغط كل 3 سنوات، مؤكدا أن الضغط العادي يكون عندما لا يتجاوز الضغط الانبساطي 9 والضغط الانقباضي 14. وأوضح شيبان، أن ارتفاع الضغط الدموي يعد القاتل الصامت، لأن علاماته لا تظهر إلا في مرحلة متأخرة، حيث يجد المريض نفسه أمام مضاعفات خطيرة في مقدمتها الجلطة الدماغية أو نزيف دموي وقصور قلبي وكذا القصور الكلوي وبعض المضاعفات التي تصيب العين حيث تفقد وظيفة من وظائفها. وشدد البروفيسور على ضرورة الابتعاد عن التدخين وتفادي الزيادة في الوزن، إضافة إلى التقليل من تناول مادة الملح، حيث توصي منظمة الصحة العالمي بعدم استهلاك أكثر من 5 غرامات من الملح، إلا أن الجزائريين يستهلكون حسبه 8 غرامات، وهو ما يعرضهم إلى خطر الإصابة بارتفاع الضغط الدموي. وأضاف رئيس المؤسسة الجزائرية لارتفاع الضغط الشرياني، أن الحل الأمثل في اتقاء شر الإصابة بالداء يكمن في الوقاية منه عن طريق ممارسة تمارين رياضية وتناول أكل صحي منتظم، موضحا أن الأدوية لا تعالج ارتفاع الضغط الدموي، بل تجعل المصاب يعيش أطول مدة دون مضاعفات، كما أن عملية واحدة لقياس الضغط الدموي لا تكفي حسبه لتشخيص الإصابة بارتفاع الضغط الدموي من عدمها.