شدد مجموعة من الأطباء المختصين في أمراض القلب وجراحة الكلى والمسالك البولية يوم الخميس خلال ندوة صحفية نظمتها جمعية إعانة مرضى الضغط الدموي لولاية الجزائر، على ضرورة التكفل بالعملية الوقائية بفتح قاعدة إعلامية للتحسيس بخطورة داء ارتفاع الضغط الشرياني، للتمكن من تقليص نسبة الإصابة مستقبلا وبالتالي التقليل من المصاريف الموجهة للسياسيات العلاجية. أكد البروفيسور عبد العزيز شيبان أخصائي في جراحة الكلى والمسالك البولية على أهمية التحسيس والوقاية من الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، وقال شيبان الذي يمارس هذا النوع من الاختصاص بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، إن الكلية تلعب دورا بالغا في عملية توازن الضغط الدموي وفي أحيان أخرى تكون السبب في الإصابة بهذا الداء، وفي معظم الأحيان لا توجد أسباب واضحة للإصابة بارتفاع الضغط الشرياني إلا أن 5 بالمائة من الإصابات تكون ناجمة عن مرض آخر كالسكري مثلا أو البدانة، 60 بالمائة منهم يعانون من مشاكل على مستوى الكلى، ومريضان من ثلاثة منهم يعانون من الإصابة في الشريان الكلوي إما لمشكل الأمراض القلبية أو بسبب الكولسترول ما يؤثر على وظيفة الكلية فهي ليست مسؤولة على تصفية البول فقط وإنما أيضا الماء والأملاح المعدنية، فقد تتعرض للقصور وأن الحل الأمثل في الوقاية هو اللجوء إلى قياس معدل الضغط خلال كل الفحوصات الطبية الروتينية.. ربعهم مصابون بالسكري ونصفهم بدينون من جهته أوضح البروفيسور بن خدة سليم أخصائي في أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا، الارتباط الوثيق بين داء ارتفاع الضغط الشرياني ومجموعة من الأمراض الأخرى، حيث إن ربع المصابين بارتفاع الضغط هم من مرضى السكري وأن نصفهم من المصابين بالبدانة، وكلما تجمعت عوامل الخطورة لدى الشخص كلما ارتفعت خطورة التعقيدات التي لا تظهر إلا بعد 10 سنوات من أول تعرض لها، كاحتشاء العضلة القلبية، أو السكتة الدماغية أو الوفاة المفاجئة. وقال بن خدة في مداخلته وفي الرد على أسئلة الصحفيين إن الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني له عاملان أساسيان إما الوراثة أو العامل البيئي كاستهلاك الملح بمقدار واسع والقلق والخمول وغيرها كالتدخين مثلا وهو من العوامل المؤدية إلى التصلب الشرياني، لذا يجب تركيز الجهود على أهمية الوقاية بدل التفرغ للعلاج مستقبلا وتكون الانطلاقة من الفئة الشابة وتخصيص حملات تحسيسية للأطفال في المدارس للتخلي عن تناول الأطعمة السريعة، فمن 3 إلى 5 بالمائة من المصابين بارتفاع ضغط الدم الثانوي أي الناجم عن مرض آخر هم من المصابين في الشريان الأبهر أو التاجي. وأضاف بن خدة أنه لا يجب إهمال العلاج بالأعشاب كالثوم مثلا ومنقوع الصبار المساعد على التقليل من ارتفاع ضغط الدم، حيث يجب العمل على ترقية العلاجات غير الطبية وتشجيع الأشخاص على بذل مجهودات حركية أكثر لأنها تقلل من عوامل الخطورة، حيث ختم البروفيسور بن خدة كلامه قائلا إنه من الأفضل تخصيص ميزانية لبناء ملاعب رياضية بدل تخصيصها مستقبلا لتصنيع واستيراد الأدوية. رئيس الجمعية يطالب بالتعويض الشامل طالب السيد مخبي خير الدين رئيس جمعية مساعدة مرضى الضغط الدموي لولاية الجزائر خلال الندوة الصحفية برفع نسبة تعويض الأدوية على مستوى الضمان الاجتماعي إلى نسبة مائة بالمائة، منددا في ذات الإطار بالتمييز المستعمل بين المصابين بهذا الداء، حيث يعوض بنسبة مائة بالمائة إذا ما كان ناجما عن مرض السكري بينما ب80 بالمائة إذا ما كان هو المتسبب في الإصابة بالسكري، كما تطرق السيد مخبي إلى مشكل الأشخاص غير المؤمنين اجتماعيا من البطالين الذين يحتاجون إلى التفاتة سريعة من قبل السلطات المحلية للحصول على بطاقة البطال لتمكينهم من الاندماج في الشبكة الاجتماعية خاصة وأن تكلفة العلاج تقدر ب 8000 دج شهريا أي ما يقارب 10 مليون سنتيم سنويا، وهي المطالب التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها منذ إنشائها في أوت 1996 إلى أن توسعت لتصبح فيدرالية تضم تحت لوائها 35 جمعية ولائية ستصبح 36 بفتح أخرى على مستوى تمنراست شهر فيفري المقبل.