يشرع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم في زيارة رسمية إلى الجزائر. وهي زيارة تدخل في إطار مواصلة المشاورات السياسية بين بلدين تربطهما علاقات متميزة تمتد إلى أعماق التاريخ. وتسمح زيارة الوزير الأول التركي الذي يقود وفدا لرجال أعمال بتقييم التعاون الثنائي الممتاز في مختلف المجالات. وزادته حركية مشاريع الشراكة التي تنجز بين البلدين في مجالات النسيج والسيارات والصناعات الغذائية والحديد والصلب. وكلها مجالات كسبت فيها تركيا الرواج وكرست تجربة وضعتها في مصاف الدول الصناعية الكبرى. وتسعى الجزائر التي تبحث جاهدة عن تنوع مصادر تعاملاتها وتنوع شراكتها إقامة شراكة إستراتيجية مع تركيا ترافقها في إقامة منظومة اقتصادية قوية متسلحة بالمواصفات المؤمنة لها فرض الوجود والتنافس في محيط مفتوح. وتراهن الجزائر في تعدد معاملاتها أن تستند الشراكة المرسخة مع تركيا بالإضافة إلى تقاسم المنافع والأتعاب، تحويل التكنولوجيا بصفة تعزز مشاريع الاستثمار التي توسع مجالات التعاون بين البلدين وتبعد عن العلاقات الصبغة التجارية الضيقة. وتتضمن زيارة اردوغان الذي يقود وفد رجال الأعمال في المنتدى المنظم اليوم بفندق الأوراسي لتباحث فرص الشراكة المتوازنة مع المتعاملين الجزائريين، إجراء محادثات ثنائية مع الوزير الأول عبد المالك سلال وإلقاء خطاب بالمجلس الشعبي أمام نواب الأمة ينتظر أن يسلط من خلاله الضوء على العلاقات بين الجزائر وتركيا ونظرتهما إلى المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك ومساعيهما الدؤوبة من اجل تطبيق مبدأ عالم يسوده التوازن والتضامن أكبر مع الدول الأقل تقدما. مع العلم أبرمت الجزائر وتركيا معاهدة الصداقة والتعاون بالجزائر سنة 2006، تنص بالخصوص تكثيف المشاورات على جميع المستويات بما في ذلك المجال السياسي. وتجري عملية تطبيق المعاهدة على الأحسن في الميدان تترجمها الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، منها زيارة رئيس الوزراء اردوغان الحالية وكذا اللقاءات التي تسنت لهم في المحافل الدولية المتعددة والمؤتمرات. وفي الشق الاقتصادي تتميز زيارة الوزير الأول التركي بالإضافة إلى تفقد معمل الحديد والصلب بالمنطقة الصناعية بطيوة بوهران غداة ترأسه لمنتدى الأعمال الجزائري التركي الذي يشارك فيه أكثر من 200 شركة تركية ترى في الجزائر واجهة استثمار بامتياز زاده قوة معرض الجزائر الدولي المختتم أمس.