سلم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، في سابقة السلطة إلى ولي عهده تميم بن حمد آل ثاني، البالغ من العمر 33 سنة وقد حكم الشيخ حمد دولة قطر على مدى 18 سنة أي منذ العام 1995 حين تولى السلطة. واستطاع حمد خلال حكمه البلاد أن يجعل الامارة من أغنى البلدان في العالم، كما تحوّلت الى فاعل على الساحة العربية وحاضرة في كل الأزمات التي شهدتها المنطقة، كما لعبت قطر أدوارا هامة في الديبلوماسية الدولية خاصة بعد وصول حمد بن جاسم الى وزارة الخارجية ثم الى رئاسة الوزراء منذ العام2007 وزيادة نفوذه في القصر الأميري إثر امساكه بالملفات الكبرى لسياسة البلاد الخارجية واستثماراتها الضخمة في مختلف الدول، الشيء الذي يجعل من الصعب إنهاء دوره في مختلف القطاعات في البلاد، خاصة وأن الشيخ تميم سيقوم بتعديل حكومي يتضمن وجوها جديدة وشابة، ما يعني عدم الاحتفاظ بالشيخ حمد بن جاسم لاعطاء مصداقية أكبر للتغيير الذي بدأه حمد بن خليفة في تسليم السلطة الى إبنه. التسليم الطوعي للحكم في قطر، سبقته تحضيرات مكنت الأمير تميم وجعلته الأكثر حظا في توليه هذا المنصب حيث تم تعيينه لولاية العهد منذ 10 سنوات أعطيت له صلاحيات وإدارة ملفات مصيرية وحساسة وعين كقائد بالنيابة للقوات المسلحة مكنّه من وضع اليد على المؤسسة وعلى الملف الأمني. كما أوكل إليه ملف تنظيم قطر لمونديال 2022 وهي كلّها عوامل اجتمعت ليسطع نجم السنوات الأربع الأخيرة بدعم كبير من والده وأمه الشيخة موزة الزوجة الثانية لحمد بن خليفة والتي لعبت دورا كبيرا في الحياة العامة في البلاد.
نبذة عن الأمير الجديد تمت أمس مبايعة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرا جديدا لقطرليصبح على رأس بلد حوله والده الى أكبر مصدر للغاز المسال في العالم والى لاعب أساسي على الساحة الدبلوماسية العالمية. فمن هو هذا الرجل البالغ من العمر 33 عاما؟ تسلق الشيخ تميم الذي ولد عام 1980 سلم السلطة في قطر بسرعة، بعد أن فرض نفسه مستندا إلى دعم والده الشيخ حمد ووالدته الشيخة موزة بنت ناصر المسند الزوجة الثانية لأمير قطر. ولم يكن الشيخ تميم المرتب الأول في ولاية العهد، إذ أن له إخوة أكبر منه سنا بما في ذلك من أم أخرى، وقد عين أمير قطر في بادئ الأمر نجله الأكبر من الشيخة موزه الشيخ جاسم وليا للعهد، لكنه عاد ليعين في مكانه الشيخ تميم . ومنذ تعيينه وليا للعهد، سيطر الشيخ تميم على المناصب الأمنية والاقتصادية الأساسية، وتشير مصادر دبلوماسية إلى أنه تسلم تدريجيا الملفات الأمنية والعسكرية والخارجية خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، فضلا عن الإشراف على خطط قطر المستقبلية الطموحة، لاسيما في مجال استثمار الرياضة لتعزيز مكانتها في العالم. فتولى قيادة القوات المسلحة بالنيابة عن والده، ورئاسة اللجنة الأولمبية، وأصبح نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، كما تولى رئاسة عدد من المجالس والهيئات الرئيسية في البلاد، أمثال المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجلس الأعلى للبيئة وهيئة الأشغال والتطوير العمراني ومجلس قطر للاستثمار الذي تقدر استثماراته بمليارات الدولارات في مختلف بلدان العالم. ويشرف الشيخ تميم على ملف مونديال العام 2022 الذي تستضيفه قطر، بوصفه رئيسا للجنة الأولمبية القطرية، كما عرف باهتماماته الرياضية، لا سيما في لعبتي التنس وكرة القدم. تلقى الشيخ تميم تعليمه في مدرسة بريطانية خاصة عريقة هي مدرسة شيربورن، وسار على خطى والده في الدراسة في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست التي تخرج منها عام 1998 .