أعلن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس رسميا تسليمه الحكم لابنه ولي العهد الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني فيما تستمر مراسيم المبايعة إلى غاية اليوم في خطوة يرتقب أن تسفر عن تغييرات حكومية على مستوى الوزراء دون أن يكون لها انعكاسات على سياسة البلاد المستقبلية. واستقبل الشيخ حمد ونجله تميم المواطنين القطريين بالديوان الأميري أمس وإلى غاية اليوم لمبايعة الشيخ تميم أميرا للبلاد، ولدى إعلانه تسليم الحكم قال الشيخ حمد إن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة وتسليم المسؤوليات للجيل الجديد، مؤكدا أن هذا الجيل سيكون على قدر المسؤولية والأمانة الموكلة إليه. وطالب الشيخ حمد نجله الشيخ تميم أن يضع مصلحة قطر نصب عينيه، وكان الأمير حمد قد التقى أمس الأول الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد وأحاطهم بقراره تسليم السلطة لولي عهده بينما اعتبرت أوساط إعلامية أنه بتسليم الحكم ستنتهي حقبة مهمة واستثنائية في تاريخ قطر تحت حكم الشيخ حمد. وفيما يتعلق بالحكومة الجديدة التي سترافق الشيخ تميم في حكمه للبلاد، ذكرت مصادر إعلامية أن الأمير تميم سيتولى أيضا رئاسة الحكومة فيما سيذهب منصب وزير الخارجية التي يشغله حاليا رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جبر أل ثاني نائبه في الوزارة خالد العطية فيما سيتكفل على بن فطيس بوزارة العدل أما وزارة المالية فستذهب إلى علي العمادي. ويري متتبعون للشأن القطري، أن هناك العديد من القراءات يمكن تقديمها أولها الوضع الصحي الذي آل إليه الشيخ حمد ولهذا يسعى هذا الأخير إلى تفادي نشوب أي نوع من النزاعات العائلية حول السلطة، كما أكد متتبعون أن الشيخ حمد سيظل محتفظا بمنصب فخري يتابع من خلاله كل ما يحدث في البلاد على كل المستويات. وحول مستقبل البلاد يقول محللون إن الدوحة في عهد الشيخ حمد صاغت إستراتيجيتها المستقبلية على المدى البعيد لتصل إلى سنة 2030 مثلما جاء في »الرؤية الوطنية لقطر« وبالتالي فإنه أيا كان التغيير فهو سيظل متمسكا بهذه الرؤية ويعمل على تطبيقه وحتى إن كان هناك تعديل في المستقبل فهو لن يمس جوهر هذه الرؤية. وعن طبيعة هذه التغييرات المستقبلية يقول المتخصصون إن الأمير تميم قد يمارس صلاحياته في إطار احترام الإستراتيجية العامة للبلاد كما سيقوم على الأرجح بتعيين مستشارين ووزراء من جيل الشباب دعما لنظرة أبيه بضرورة زتسليم القيادة للجيل الجديد. وفي ذات الشأن ذكرت مصادر قطرية أن البلاد مقبلة على تغييرات جذرية رسمها الأمير حمد بن خليفة آل ثاني منذ مدة بسبب إصابته بمرض الفشل الكلوي، موضحة أن هذه التغييرات تأتي في سياق تحولات تعرفها قطر من قرابة العامين في حين يتولى نجله الشيخ تميم تطبيق هذه التغييرات التي قد تبدأ بتنحية رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وترجح وسائل إعلام بريطانية أن ينتقل الشيخ حمد الذي قاد البلاد منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي رفقة زوجته موزة بنت المسند للإقامة في بريطانيا في حين تتحدث مصادر أخرى عن اختيار رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم لنيويورك عنوانا لإقامته الجديدة. وقد ولد الشيخ تميم في 1980 وهو الإبن الثاني للأمير وزوجته الثانية الشيخة موزة وهو خريج كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية، وتولى ولي العهد قيادة القوات المسلحة بالنيابة عن والده الشيخ حمد كما ترأس اللجنة الأولمبية القطرية وكان أيضا نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار ويشرف على ملف مونديال عام 2022 الذي تستضيفه قطر. وكان الأمير حمد قد تزعم البلاد خلفا لأبيه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عام 1995 حيث استثمر في عائدات الغاز والنفط الكبيرة في مشاريع كبرى في قطر وخارجها وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي يتمتع الفرد القطري بأعلى نسبة دخل في العالم.