أكد رئيس المصلحة المركزية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات محافظ الشرطة عز الدين مرازقة أمس، بمنتدى الأمن الوطني، حجز 13 طنا من راتنج القنب وإيقاف ما يزيد عن 6 ألاف شخص و422 ألف قرص، خلال الخماسي الأول من السنة الحالية، ما يعكس الخطوات الهامة التي خاضتها الجزائر بغية الحد من الآفة بشكل منهجي ومكثف. أوضح محافظ الشرطة عز الدين مرازقة أن التطور السريع للاتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية اوجب على الجزائر مواجهته في خضم العوامل المساعدة على تفشيها، مما أدى إلى الزيادة في كمية المخدرات المحجوزة على المستوى الدولي وحجم العائدات جراء هذه التجارة غير الشرعية من جهة، والتموقع الجغرافي لمحاذاة أكبر دولة منتجة للقنب الهندي من جهة أخرى. وقال ذات المتحدث انه تم إنشاء 4 أقطاب قضائية ذات اختصاص موسع على مستوى شرق، غرب وجنوب البلاد، فيما يخص عصرنة المنظومة القضائية وبغرض معالجة القضايا المتعلقة بالمخدرات وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومخالفة التشريع الخاص بالصرف، مشيرا إلى بعض المحاولات المعزولة المسجلة فيما تعلق بزراعة القنب الهندي وخشخاش الأفيون التي كانت موجهة حسبه للاستهلاك الشخصي حيث تم اتخاذ جملة الإجراءات اللازمة قصد تطويقها والحد منها. وسطرت المديرية العامة للأمن الوطني لإنشاء مصلحتين جهويتين لمكافحة التهريب غير الشرعي للمخدرات والمؤثرات العقلية بالجنوب الجزائري في كل من ولايتي بشار وتمنراست، وإنشاء مدرسة مختصة في تكوين موظفين في مادة مكافحة التهريب غير الشرعي للمخدرات والمؤثرات العقلية بمنطقة حمام بوغرارة بتلمسان إلى جانب مخبرين للشرطة العلمية والتقنية وأخرى في طور الانجاز بورقلة وبشار يتم التنسيق لأعمالها عن طريق المخبر المركزي بالجزائر العاصمة، إلى جانب 48 فرقة مختصة في مكافحة الظاهرة. وأفاد محافظ الشرطة مرازقة بتسجيل تزايد مستمر فيما يخص القضايا المتعلقة باستهلاك المواد المخذرة حيث تم حجز 57 طنا من القنب الهندي وأزيد من 267 ألف قرص مهلوس وما يقارب 2 كغ من الهيروين و7 كلغ من الكوكايين، وإيقاف ما يناهز 12 ألف شخص، خلال سنة 2012، مؤكدا أن عملية مكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات من الأولويات المطلقة لمصالح الأمن الجزائرية ليس لاعتبارات صحية واجتماعية فقط بقدر ارتباطها بالجرائم المنظمة الأخرى. وكشف محافظ الشرطة عن النمط العملياتي والمسالك المنتهجة من طرف المهاجرين الأفارقة الذين استعملوا منطقة الساحل لتمرير مادة الهيروين والكوكايين حيث لجأوا إلى ابتلاعها وتخزينها على مستوى المعدة لكي تستخرج عند الوصول عن طريق الشرج، إلى جانب تمريرها من خلال إرسالها داخل الأمتعة عبر وسائل النقل الجوية. ومن جهتها كانت للجمعيات الناشطة في الساحة الوطنية مشاركة مكثفة بمنتدى الأمن الوطني حيث أجمعت كل من جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية وأولاد الحومة، أجيالنا، الاتحاد الوطني لجمعية أولياء التلاميذ، البركة، الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث (فورام) على ضرورة العمل الجواري إلى جانب الندوات والمحاضرات للقضاء على هذه الآفة التي أصبحت تنخر وتهدد أهم شرائح المجتمع، واتخاذ جملة إجراءات وتدابير من شأنها التقرب مباشرة من الشباب، مع إشراك المجتمع المدني كل بدوره انطلاقا من الأحياء.