أكد عبد الحفيظ أوراغ، مدير البحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أول أمس، أن الجامعة الجزائرية حققت قفزة نوعية في الترتيب العالمي، مشيرا إلى أن هناك تحديا كبيرا وجهودا معتبرة لرفع المستوى وتطوير البحث تقوم على أساس الاهتمام بالمورد البشري، مبرزا قدرة الجامعة الجزائرية في آفاق 2020 على منافسة نظيرتها في الدول المتقدمة. واعتبر أوراغ، في ندوة صحفية بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، احتلال جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا باب الزوار مؤخرا المرتبة 1435 من أصل 15 ألف جامعة في العالم، مؤشرا ايجابيا يضاف إلى نسبة النمو المعتبرة في البحث العلمي بالجزائر في الخمس سنوات الأخيرة، حيث بلغت 32 بالمئة، متجاوزة دولا متقدمة كالولايات المتحدةالأمريكية (14 . 6 بالمئة) وفرنسا (7 بالمئة)، وهو ما يدعو إلى التفاؤل لتحقيق الأهداف المستقبلية المسطرة، وكل ذلك بفضل كما قال الإمكانيات الكبيرة التي وضعتها الدولة الجزائرية تحت تصرف الباحث الجزائري، الذي أصبح ينافس الأجانب في عدة تخصصات منها الفيزياء، مشيرا إلى أن عدد الأساتذة الحائزين على الدكتوراه في الجزائر تضاعف خلال الست سنوات الأخيرة. واعترف أوراغ في نفس الوقت، بأن الجامعة الجزائرية في الوقت الراهن لا يمكن مقارنتها بنظيرتها في الدول المتقدمة، التي تتوفر على إمكانيات هائلة خاصة فيما يتعلق بالموارد البشرية، فأخر الإحصائيات تشير إلى أن الجزائر تتوفر على حوالي 30 ألف باحث فقط، بالمقابل نجد على سبيل المثال بالولايات المتحدةالأمريكية أكثر من مليون باحث، لذا «لابد من الاهتمام بالعنصر البشري لبلوغ المستوى الذي يجعلنا ننافس جامعات عالمية، والتحدي الرئيسي الذي ينبغي رفعه في أفق 2020 هو بلوغ أو تجاوز حد 80 ألف باحث حائز على الدكتوراه، ووضع ثلاث مؤسسات جامعية وطنية ضمن أحسن ال500 جامعة عالميا». وأوضح مدير البحث العلمي أن التصنيفات الدولية المختلفة التي تنشر سنويا أثيرت حولها عدة تساؤلات حول صواب المؤشرات المستعملة وتماشيها مع الواقع، رغم ذلك «نحن نأخذها بعين الاعتبار لمعرفة المعطيات واستخلاص العبر والسعي نحو تطوير البحث العلمي بجامعاتنا، لاسيما أن معيار التصنيف يعتمد على درجة التفوق في البحث وعدد المنشورات الصادرة والموثقة». وفي رده عن سؤال ل«الشعب» حول إمكانية جلب باحثين أجانب، أكد أوراغ أنه لا يوجد تفكير في ذلك سواء في المدى القريب أو البعيد، باستثناء جلب بعض الأكفاء الذين لهم سمعة عالمية لتقييم مختلف المراحل التي وصل إليها الباحثون المحليون. وأشار أوراغ أن الجامعة الجزائرية دفعت ثمنا باهظا خلال العشرية السوداء، خصوصا فيما يتعلق بالموارد البشرية، بحيث هاجر الكثير من الباحثين إلى الخارج، لكن تحسن الظروف في السنوات الأخيرة جعل العديد منهم يعودون إلى أرض الوطن، بهدف دفع البحث العلمي في الجزائر إلى الأمام. مفتخرا بما قام به الباحث بوجمعة سمراوي من جامعة ڤالمة من بحوث في البيولوجيا، جعلته يصنف ضمن أحسن الباحثين العشرة في العالم حسب تقرير «طومسون رويترز»، هذا الأخير نشر في تقريره حول تخصصات الامتياز الثمانية في إفريقيا أن الجزائر تحوز على ثمانية ميادين امتياز تسمح بترتيبها ضمن الدول الخمس الأوائل في إفريقيا وهي: الكيمياء، الإعلام الآلي، الهندسة، علوم الأرض، علوم المواد، الرياضيات، الفيزياء وعلوم الفضاء. مضيفا أن معدل عمر الباحثين الجزائريين 45 سنة، ستستفيد الجامعة الجزائرية من تجربتهم على المدى المتوسط والبعيد.