لم تمنع حملة الاعتقالات التي استهدفت المرشد العام للاخوان المسلمين والعديد من كوادر الحركة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، تحالف دعم الشرعية ومناهضة الانقلاب من تنظيم مسيرات ومظاهرات في مختلف المحافظات المصرية للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي الى منصبه حيث جاب متظاهرون بعد جمعة أمس احياء في القاهرة والاسماعيلية ومحافظات اخرى استجابة لدعوة التحالف التي اطلق عليها اسم ««جمعة الشهداء»، دعوة اضطرت قوات الجيش والشرطة الى التكثيف من تواجدها خاصة في محيط العاصمة القاهرة وفي مداخلها الرئيسية وميدانيها الكبرى، منعا لأي انزلاقات او مواجهات محتملة. وقد بينت مظاهرات ومسيرات امس تراجع اعداد المشاركين فيها مقارنة بالسابقة، قد يكون السبب في ذلك كثافة التواجد الامني، والقبض على المرشد العام محمد بديع ومايمثله من بعد قيادي وروحي في الحركة، كما ان هناك عاملا آخر اعتبره ملاحظون سببا في هذا التراجع المسجل في قوة الحشد المعروفة لدى الاخوان سابقا وهو هروب بعض القادة الى الخارج ومحاولتهم القيام بذلك بعد تغيير ملامح وجوههم لكي لايتم التعرف عليهم، ما اعتبره الكثير تولي يوم الزحف او خيانة، زادت في احباط معنويات القاعدة. وقد حمل المتظاهرون شعارات تندد باطلاق سراح حسني مبارك الذي اخلي سبيله الخميس بعد تبرئته في آخر قضية ضمن قائمة طويلة من التهم المنسوية اليه من ابرزها قتل متظاهرين واخرى تتعلق بالفساد خلال فترة حكمة وتم نقله اى إقامة جبرية في مستشفى المعادي العسكري، وقد تزيد هذه الخطوة في تأجيج الوضع، حيث نددت حركة 06 ابريل باطلاق سراحه معتبرة ذلك عودة الى نظام مبارك الذي اطيح به في 25 يناير 2011 بعد انتفاضة شعبية. الاكيد ان مظاهرات امس كانت اقل اهمية واقل دموية مقارنة بتلك التي اعقبت الجمعة الماضية حيث قضى 173 شخص من يومي الجمعة والسبت، معطى يوحي بأن الاخوان المسلمين بدأوا يخسرون معركة الشارع التي راهنوا عليها كثيرا لاخضاع العسكر لمطالبهم، مايعني انهم مضطرون لقبول صفقة اخرى مع الجيش تضمن لهم البقاء على الاقل في المعترك السياسي لخوض غمار الانتخابات القادمة.