سيكون الدخول الجامعي 2012 2013 هذه السنة بعاصمة الشرق الجزائري مميزا منفردا عنونته الهياكل الجامعية الجديدة وكذا التقسيمات الإدارية خاصة مع تسليم جزء من مشروع المدينة الجامعية الجديدة الكائنة بعلي منجلي لتخفيف الضغط على الجامعة المركزية منتوري التي كانت تعرف اكتظاظا كبيرا سيما مع النسبة العالية التي أضحت تسجلها نتائج امتحانات البكالوريا في السنوات القليلة الماضية. بعد تأخر تسليم المشروع الضخم المنجز بالمدينة الجديدة علي منجلي قدر بسنتين ونصف عن الآجال المحددة إلا أن حلم هذه المدينة الجامعية التي تحمل أبعادا دولية ونخبوية تحقق ذلك من خلال تسليم هذا الموسم جزء من جامعة قسنطينة 3 والمتمثلة في تدشين 5 كليات للهندسة المعمارية والتسيير والتقنيات الحضرية والعلوم السياسية بالمدينة الجامعية الجديدة في قسنطينة، وهي كليات تكون جاهزة في الدخول الجامعي المقبل حيث تم تجهيز 12 ألف مقعد بيداغوجي كليا ب4 آلاف مقعد لكل كلية. وتم تخصيص غلاف مالي يقدر ب4 ، 1 مليار دج برسم البرنامج الخماسي 2010 2014 وهي الميزانية التي خصصت لمجموع كليات هذا القطب الجامعي الجديد الذي تجاوز معدل تقدم أشغاله 90 بالمائة، الأمر الذي سيسمح كذلك باقتناء جميع التجهيزات البيداغوجية اللازمة للفضاءات المخصصة للمطالعة (المكتبات) والمدرجات والإدارة، بالإضافة إلى تجهيزات الإعلام الآلي والنسخ والطباعة والتكييف ونظام الصوت. المدينة الجامعية الجديدة علي منجلي، الصرح البيداغوجي الضخم المتربع على أكثر من 170 هكتار، يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني والإفريقي، هذا المشروع كان في بداية الأمر مجرد تصور شامل لمفهوم عام لمدينة جامعية تتكون من مرافق بيداغوجية واجتماعية ومدارس وطنية تمثلت معظمها في إقامة 10 معاهد ومدارس و19 إقامة جامعية فضلا عن انجاز مطعم مركزي ومكتبة كبرى. هذه الانجازات الضخمة والتي في طريقها لرؤية النور تطلبت في مجملها غلافا ماليا قدر ب 40 مليار دج بعد القيام بعمليات إعادة التقييم. المدينة الجامعية الجديدة هي واقع يمثل ما مجموعه 13 كلية و19 إقامة جامعية ومركب رياضي وحظيرة علمية ومكتبة ب3 آلاف مقعد وقاعة محاضرات كبرى و4 قاعات للندوات وسكنات وظيفية. بين حقيقة الإنجازات وواقع تسليم حرم جامعي ضخم قسنطينة تعرف حركية التنمية المحلية، نالت قسطها في انجازات ومشاريع ستعيد لها إشراقتها التي لطالما افتقدتها لسنوات طويل مضت، هي إذن مدينة الإنجازات والعلم والعلماء، تتوج اليوم ملكة من جديد عاصمة للشرق الجزائري من خلال تمثيلها منذ هذا الموسم الجامعي قطبا جامعيا جهويا ووطنيا وإفريقيا، حيث تتضمن في مجملها عدد من المعاهد والمراكز الجامعية والتي على رأسها جامعة منتوري التي تمثل تحفة فنية جسدها الفنان والمهندس المعماري البرازيلي أوسكار نييماير، جامعة العلوم الإسلامية الأمير عبد القادر، وهي الامتيازات التي رشحتها لاحتضان أول مدينة جامعية بالوطن. قسنطينة وبهذا المشروع البيداغوجي الفريد من نوعه الذي عرف عدد من المشاكل والعراقيل التي شكلت عاملا أساسيا في تأجيل مواعيد التسليم والتي كانت على رأسها عجز في اليد العاملة هذا المشكل الذي لعب دورا سلبيا في مسار إكمال المشروع الذي كان يتطلب بذل كل المجهودات والطاقات الايجابية، ليرى المشروع النور في هياكل عديدة. هذا الحرم الجامعي الضخم المثير للإعجاب والمنجز بجوار المدينة الجديدة علي منجلي والذي يعد الأول من نوعه في إفريقيا والعالم العربي في عام 2012 بعد خمس سنوات من وضع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حجر أساسه في 16 أفريل 2007 المصادف لإحياء يوم العلم. ....مشاريع لرفع التحدي والمضي قدما «الشعب» في جولة استطلاعية قامت بها لحرم المدينة الجامعية المسايرة للقرن الواحد والعشرين والتي تتكون من مدارس كبرى مخصصة لإعطاء «بعد عالمي» للتعليم الجامعي وتشجيع البحث العلمي في الجزائر، ورؤيتها متألقة على الصعيد الدولي، لاحظنا مدى التقدم السريع في وتيرة الأشغال حيث تمكنت المؤسسة الصينية «تشاينا ستايت كونستراكشن أند إنجنيورين كوربورايشن» الحاصلة على مناقصة الإنجاز والمتابعة من طرف ثلاثة مكاتب دراسات و«عدد كبير» من إطارات مديرية السكن والتجهيزات العمومية من إنهاء أربعة معاهد تتضمن ما مجموعه 16 ألف مقعد بيداغوجي مثل أقطاب الهندسة المعمارية والتسيير الحضري والعلوم السياسية والبيوتكنولوجي. وتجري الأشغال على قدم وساق من أجل وضع آخر اللمسات على مدارس الطب والفنون والاتصال والسمعي البصري والهندسة والعمليات الصيدلانية التي ينبغي أن تكون جميعها جاهزة في فيفري 2013، وفي جزء آخر من هذا الحرم الجامعي «يتحدى» مئات العمال الزمن من أجل أن تكون 1500 وحدة سكنية مخصصة للأساتذة الجامعيين جاهزة، وحتى لا يترك أي شيء للصدفة تم تنصيب خلية لمصالح المراقبة التقنية للبناءات بالموقع من أجل ضمان المطابقة التقنية للأشغال «بشكل دائم». ولأن الورشات تتضاعف تتوحد جميع المصالح المعنية بالإنجاز يسارع المهندسون والتقنيون والعمال واللحامون ورؤساء العمال في وتيرة العمل وكذا عمال شركة سونلغاز الذين يسهرون على تركيب عشرات الكيلومترات من الأسلاك التي سيتم ربطها بأربعين محولا، وبالمقابل تم ربط عدة مواقع من المدينة الجامعية بشبكة الغاز الطبيعي وكذا إنجاز شبكة الطرقات على مستوى العشر كليات والتسع عشرة إقامة جامعية بهذا المجمع الكبير. كما قامت مصالح الموارد المائية بإنجاز ثلاث خزانات للمياه بسعة 5 آلاف متر مكعب وبالسهر على تركيب أنابيب للكليات والإقامات الجامعية، حيث يستحيل على الزائر لموقع الورشات الضخمة المستحدثة لاستكمال المشاريع أن لا يلاحظ مجهودات العمال الذين يتحركون في جميع الاتجاهات من أجل ضمان إنجاز كل منشأة وفق القواعد الفنية، حيث وفرت للعملية إمكانيات ضخمة ذلك بدءا من توفير أربعة معامل حدادة تتولى إنجاز خمسة كيلومترات من السياج حول الحرم الجامعي وصولا إلى تقدم أشغال تهيئة المساحات الخضراء وإنجاز الإنارة الخارجية بوتيرة نشيطة ومتسارعة بالموازاة مع ورشة الساحة الكبرى بقطر 1 كيلومتر «قلب» المدينة الجامعية بنافوراتها وبساتينها. وإلى ذلك سيتم إنجاز محول يجمع المدينة الجامعية والمنطقة العمرانية لعلي منجلي بالطريق السيار شرق غرب بإنجاز «طريق مخترق مزدوج» في حين أن مشروع توسيع الترامواي إلى غاية هذه المدينة الجديدة قد تم تأكيده من طرف المسؤولين المحليين، وتم استهلاك 40 مليار دج لحد الآن مع منح تمويلات لإنجاز مبنى رئاسة الجامعة وقاعة محاضرات تتسع ل1000 مقعد وبالمقابل تم إطلاق دراسات لإنجاز ثلاثة مطاعم خارجية ومركز متعدد الوظائف ومحطة حضرية ومسجد ومركب رياضي حيث تتكاثف الجهود المشتركة في الورشات المختلفة للحرم الجامعي. والجزائر تعيش إحياء ذكرى خمسينية استقلالها لم تعد المدينة الجامعية بقسنطينة مفهوم وفلسفة ومجرد «فكرة لم تجسد على أرض الواقع» ولا مجرد مشروع ولكنها صارت «حقيقة ملموسة» و«ومعجزة» تثير الإعجاب.