«الشوارع لكم» هو الشعار الذي حمله العاصميون أمس، خلال الطبعة السادسة لتظاهرة «يوم بدون سيارة»، المنظم من طرف الإذاعة الوطنية بالتنسيق مع عدد من شركاء هذه الأخيرة التي أطلقت على 2013، «سنة من أجل البيئة والتنمية المستدامة»، وهي المبادرة التي تهدف من خلالها إلى التحسيس بمخاطر التلوث البيئي، وتغيير النمط المعيشي والتخفيف من ظاهرة التلوث، الصادرة نتيجة اختناق حركة المرور. يوم مميز خلت فيه شوارع العاصمة من المركبات وكل الغازات الخانقة والضجيج المزعج، نزل فيه المواطنون منذ الساعات الأولى من الصباح رفقة أبنائهم للاستمتاع بمختلف النشاطات الثقافية والرياضية والترفيهية والاستعراضات والعروض الفلكلورية المميزة والمنظمة من طرف بلدية الجزائر الوسطى بالتنسيق مع كل من مدير البيئة لولاية الجزائر ووزارة الشباب والرياضة، وصاحبة المبادرة منذ 2007، إذاعة البهجة بالتعاون مع إذاعة جيل (أف .أم) . وشكل الحدث فرصة سانحة لكل المواطنين للاستمتاع واكتشاف مميزات المدينة بعيدا عن كل خطر قد تتسبب فيه المركبات حيث كان فضاء للنزهة واللعب خاصة وأنه تم تجهيز العديد من المضامير بألعاب الأطفال، الذين عبروا في حديث ل «الشعب» عن فرحتهم الكبيرة بهذه المبادرة التي وفرت لهم جوا من البهجة وفرصة للعب أمام منازلهم بعيدا عن خطر المركبات وتنقل الأشخاص دون حواجز. ولهذا الغرض تم غلق كل من الطريق المؤدي إلى الفضاء الخاص بالبريد المركزي مرورا بحديقة صوفيا وساحة موريس أودان، فضلا عن الرواق الممتد على طول شارع ديدوش مراد إلى غاية ساحة الشهداء، مرورا بنهج العقيد عميروش، شارع حسين عسلة الى غاية نهج زيغود يوسف أين نظمت بالمناسبة عروض للتسلية والترفيه لفائدة الأطفال أيضا. وقد توّجت التظاهرة التي لاقت استحسان كل العاصميين بندوة صحفية لمدير البيئة لولاية الجزائر العاصمة السيد مسعود تباني الذي أكد أن مبادرة الإذاعة الوطنية الخاصة بتنظيم «يوم بدون سيارة» تعد نوعية بطبعها لما تشكله من أهمية على حياتنا اليومية، لأنها تمثل فرصة لمراجعة الشخص لنمطه المعيشي واستيعاب فكرة استعمال المركبة في الأوقات الضرورية فقط لما تشكله الغازات المتسربة منها من خطر على حياة المواطنين في ظل ارتفاع حظيرة السيارات في العاصمة والتي جعلت منها من بين العواصم الأكثر تلوثا في العالم. وأكد في هذا المقام تباني على ضرورة التحلي بالعقلانية فيما يخص استعمال المركبات وتربية جيل جديد يهتم بثقافة المحافظة على البيئة من خلال الترسيخ في ذهنه ثقافة التخلي عن المركبة، واستعمالها إلا في وقت الضرورة وتعلم استعمال النقل العمومي. نفس المبادئ والأهداف التي تحدث عنها رئيس المجلس البلدي للجزائر الوسطى، بطاش، الذي أشار إلى ضرورة المحافظة على البيئة وذلك حفاظا على صحة وسلامة المواطنين وهو ما تعمل مصالحه جاهدة على تحقيقه من خلال تبني مثل هذه المبادرات الهادفة إلى ترسيخ ثقافة المحافظة على البيئة في وسط المجتمع الجزائري.