إنطلقت أمس، الحملة التحسيسية التي حملت اسم "يوم بدون سيارات الطريق لكم"، ببعض شوارع الجزائر العاصمة، لتوعية المواطن بالمخاطر الصحية الناجمة عن دخان السيارات الملوث للمحيط، والتي نظمت خلالها عدة نشاطات رياضية، فنية، ثقافية وتربوية لفائدة الجمهور والأطفال بهدف غرس ثقافة الحفاظ على البيئة وحمايتها. أكد السيد عز الدين ميهوبي، المدير العام للإذاعة الوطنية، لدى إعطائه إشارة انطلاق هذا اليوم الذي نظمته إذاعة البهجة بالتنسيق مع وزارة البيئة وتهيئة الإقليم والسياحة والأمن الوطني وجمعيات المجتمع المدني على أهمية ودور الإعلام الجواري في ترسيخ الثقافة البيئية، مشيرا إلى امكانية تعميم هذه المبادرات على باقي ولايات الوطن لتصبح تقليدا ينظم كل سنة. وقد تم غلق كل من شارع ديدوش مراد، البريد المركزي، شارع عميروش، بورسعيد، وساحة الشهداء أمام السيارات، حيث خصصت وزارة البيئة خمس حافلات نظيفة تسير بالغاز غير الملوث للبيئة لضمان نقل العاصميين طيلة اليوم تجاه بعض الخطوط كالأبيار، حيدرة، باب الوادي، بلوزداد ورياض الفتح. كما نظمت قرية" أس. أو. أس" للأطفال بدرارية رفقة شركة"نات كوم"، وبلدية سيدي أمحمد عملية لفرز النفايات وتعليم الأطفال قيمة المحيط وضرورة الحفاظ عليه إلى جانب تقديم دروس حول موضوع البيئة مع إقامة عملية خاصة بالبستنة والحفاظ على التربة والنبات. من جهتها خصصت شركة "تونيك" للورق، سلال لجمع الورق المستعمل عوض رميه في الطبيعة لإعادة رسكلته لاستخدامه من جديد. كما تميز هذا اليوم بتنظيم نشاطات ثقافية لمؤسسة فنون وثقافة وألعاب بهلوانية وعرائس الراوز بساحة أودان والبريد المركزي إلى جانب تخصيص محور بوسط الطريق للأطفال لتعليمهم الأسس القاعدية لقانون المرور بتخصيص لعب وسيارات بلاستيكية صغيرة يتعلم الأطفال تسييرها عبر هذا المحور الذي وضعت فيه إشارات المرور، إلى جانب تنظيم مسرحيات وسباقات للدراجات للأطفال للتجول في هذه الشوارع التي لا يمكن السير فيها بالدراجات في باقي الأيام بسبب الإزدحام وكثرة السيارات إضافة إلى قيام بعض الرسامين برسم لوحات فنية تتناول واقع البيئة وإشكالية حمايتها من التلوث وكذا حضور حوالي 200 طفل معوق حركيا والذين كان أغلبهم ضحايا لحوادث المرور والسيارات. كما كانت هذه المناسبة فرصة لتنظيم مسابقة في طبخ الأكلات العاصمية التقليدية من خلال تحضير أطباق صحية ومتوازنة عرضت على الجمهور الكبير الذي جاء من مختلف بلديات العاصمة للتمتع بالسير في قلب المدينة بعيدا عن ضجيج السيارات ودخان محركاتها. وبقدر ما كانت المبادرة ذات أهداف نبيلة بقدر ما تسببت في إزعاج رواد العاصمة بالرغم من أن اليوم يوم عطلة للبعض وأحس المتنقلون إلى قلب العاصمة أن هذا الحدث لم تتوفر له الظروف التنظيمية وعلى رأسها الميترو الذي يساهم في تسهيل الحركة ويسمح حتى لسكان الأحياء المجاورة من المشاركة في إنجاح التظاهرة.