مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، يسارع التجار والسماسرة بعنابة ممن اعتادوا على استغلال هذه الشعيرة الدينية للكسب غير المشروع، الى استغلال بعض الفضاءات العمومية لعرض وبيع كباش العيد، دون احترام أدنى شروط النظافة، غير مبالين بالطابع الحضري لهذه الأحياء، لتتحول هذه الفضاءات إلى اصطبلات نظير ما يخلفه هؤلاء الباعة من بقايا التبن وفضلات الحيوانات. كانت لنا جولة استطلاعية لأهم نقاط البيع على مستوى أكبر أحياء الولاية للوقوف عن هذه الظاهرة عن قرب. تتوزع نقاط بيع ماشية العيد غير المرخصة بعنابة على مستوى الأحياء الشعبية كحي "وادي الذهب"، "السهل الغربي"،" ديدوش مراد "لاكلون ، "واد القبة"، "حي الريم" ، بالإضافة إلى الطرق العمومية الرابطة بين أهم دوائر الولاية، وكذا بالقرب من الساحات العمومية، بالإضافة الى الملاعب الجوارية، أين تجرى مباريات بين كباش العيد التي أصبحت الشغل الشاغل لسكان المدينة كلما اقترب موعد عيد الأضحى المبارك. وفي هذا الصدد، يقول محمد، صاحب سيارة أجرة: أن الفوضى في الأماكن الحضارية أصبحت لا تطاق بسبب عدم احترام نقاط البيع المحددة لذلك، وأضاف يقول: أن أغلب الماشية المعروضة للبيع على مستوى هذه النقاط يتم بيعها على أكثر من ثلاث مراحل، ليتم انتقاؤها بعيدا عن الأسواق الأسبوعية، لتعرض كل مساء على مستوى هذه النقاط الحضرية، مما أعاق حركة السير خاصة في الأماكن المأهولة بالسكان، والساحات العمومية. العنابي: تمسك بالعادات ونحن نقف على مستوى إحدى هذه النقاط، أين لا حظنا حشدا كبيرا من المواطنين يتدافعون من أجل الفرجة والاستمتاع بالمبارزة التي تجمع الكباش، فتصنع أجواء مميزة كلما بدأ العد التنازلي لعيد الاضحى المبارك.. بل أكثر من ذلك، فقد بلغ الأمر الى اطلاق أسماء خاصة إذا كانت مميزة وذات حجم كبير، وقد يتم تزيينها بالحناء و"الحاشية ". وما تجدر الاشارة إليه أن كباش المبارزة تعود كلما اقترب عيد الأضحى، وفي هذا الصدد، يقول أحد المربين، أنه يقوم بذلك لأنه يعتبر ذلك هواية كالهوايات الأخرى التي يحبها الشباب، فهو لا يعرضها بهدف الربح بل يوليها عناية كبيرة بسبب المبارزة، حيث عهدنا مثل هذه الظاهرة في مثل هذه الموسم ويضيف هذا المربي: إن من تستهويه مثل هذه المبارزة قد تجده لا يفكر في شرائها رغم أنه بمقدوره شراء أضحية، بل يتابع فقط لمن تعود هذه الكباش، لأنه بات معروفا في الوسط العنابي وجود هواة مصارعة الكباش، هؤلاء الذين ينتقون أقواها، بغرض إلحاق الهزيمة بكبش الخصم، فهي غير موجهة إلى الأضحية في أغلبها، بل تتخذ كوسيلة لتحقيق الربح من خلال المصارعة التي أضحت الشغل الشاغل لفئة الشباب والمراهقين خاصة. تدابير تمنع استغلال الأماكن غير المرّخصة إحساسا بالمخاطر الصحية الكبيرة التي قد تتسبب فيها هذه الظاهرة خاصة بالمجمعات السكانية، اتخذت بلدية عنابة جملة من التدابير من خلال إعداد لجان صحية لمنع الاستغلال غير المرخص للأماكن العمومية وبيع ماشية العيد بها. جاء ذلك قبل أسبوع عقب اجتماع طارئ عقده رئيس البلدية فريد مرابط مع رؤساء القطاعات الحضرية لدراسة ظاهرة الانتشار الواسع لبيع المواشي على مستوى المستودعات والمساحات الخضراء وسط المدينة مع قرب عيد الأضحى المبارك وما تسببه من تدهور للوضع البيئي جراء ما تخلفه من فضلات وروائح كريهة، بعد استقبال سيل من شكاوى المواطنين الذين استنكروا تزايد عدد الأشخاص الذين يبيعون المواشي بشكل غير مسبوق. كما أعرب عشرات المواطنين عن انزعاجهم الشديد من انتشار ظاهرة بيع المواشي بالقرب من سكناتهم واصفين ذلك بالتصرف غير المسؤول من قبل سماسرة يقومون بجلب الكباش لإعادة بيعها داخل وسط المدينة دون مراعاة خصوصية هذه الأماكن الحضارية وما تسببه من انتشار للروائح الكريهة وفضلات المواشي، خاصة أمام الأماكن العمومية، والمدارس وملاعب كرة القدم، أين يكثر تردد الأطفال الصغار عن هذه الأماكن العمومية، كما أن عملية بيع الكباش غالبا ما تستهوي الأطفال احتفاءا بقدوم عيد الأضحى المبارك لحث أوليائهم على شراء كبش بمواصفات مميزة.