قال عن أعماله: «الكل فيها يشبه الظل، الضوء، المادة الصلبة والمجوفة، المذكر والمؤنث، الصلب واللين، القاسي والضعيف، الموت والحياة، الحقيقة والكذب، الخير والشر، الجيد والقبيح.. وفي جميع الحالات، لا يوجد نور بدون ظلمة ولا يوجد صلب بدون مجوف، ولا مستقبل بدون حاضر حتى يكون هناك كون، لابد من نموذج للقطيعة فهي بمثابة الاسمنت لقوة المجموع، وهذا مثل المجتمع الإنساني الذي يرتكز على التضامن والأخوة»...هذا هو الفنان التشكيلي «السعيد بوطمينة» الذي يقيم حاليا معرضا للفسيفساء برواق «امحمد اسياخم « بقسنطينة من 24 اكتوبر الجاري وحتى 7 نوفمبر القادم.. تجولنا عبر لوحاتة التي تفوق ال40 لوحة واقتربنا منه، فدار بيننا هذا الحوار . ❊ الشعب: «ما أبدعته الأنامل في صبر فسيفساء» هو عنوان هذا المعرض، كيف كانت الفكرة، ولماذا هذا الفن بالذات؟ ❊❊ بوطمينة: منذ اكثر من سنة تقريبا طلبت من مديرية الثقافة لولاية قسنطينة اقامة هذا المعرض وفي الأيام القليلة الماضية تلقيت الدعوة رسميا لعرض لوحاتي في رواق امحمد بوطمينة اسياخم، وفي الحقيقة أنا فنان مختص في الزخرفة المسطحة وأن بداياتي في فن الفسيفساء كانت منذ 13سنة تقريبا، اخترت هذا الفن بعدما انبهرت بأعمال الفنان «شيباني»، وهو من تيبازة والفنان الوحيد حسب علمي الذي يمارس هذا الفن وتسألت مع نفسي لماذا لا أقوم أنا أيضا بهذا الفن الذي يدخل أصلا في مجال اختصاصي؟ وهو في ذات الوقت فن عريق وجد في الألفية الخامسة قبل ميلاد المسيح وعرفته الحضارات المتعاقبة وهو عبارة عن كتابة بالمواد المختلفة كشكل من أشكال التواصل بين البشر فممارسة هذه الطريقة في التعبير هو مجازفة تمتزج الحركة بالإيقاع حتى تتولد في الأخير اللوحة والشكل النهائي. ❊ تشاركون بأكثر من 40 لوحة، ما هي المواضيع التي تتناولها والألوان المختارة؟ ❊❊ مواضيع اللوحات عبارة عن تسجيل ل»خرجات، جلسات، وزيارات» لمواقع مختلفة كمنطقة «تيديس» الثرية بمعالمها وأثارها التاريخية والصحراء الشاسعة، كما أن اللوحات تحمل بين ثناياها مواضيع أخرى كالخط العربي والفن التجريدي، أما الألوان فهي متنوعة وأنا أختار اللون الذي يناسب اللوحة وحسب المادة الموجودة أيضا ومن الألوان الأخضر والأزرق والأصفر والأسود وغيرها. ❊ كيف ترون واقع الفن التشكيلي في الجزائر، وهل حقيقة هناك جمهور يتذوق مثل هذه الأعمال؟ ❊❊ الفن التشكيلي بخير، والأسماء التي تمارس الإبداع كثيرة، قديما وحديثا،ونذكر اليوم من الأسماء البارزة مثلا على مستوى شرق الوطن «بن طايلة، بشير بوشريحة، عمار علالوش، لطيفة بو الفول، حسان شرفي» وغيرهم من الأسماء، إضافة الى أسماء وطنية أخرى تأثرت بهم أنا شخصيا أمثال «مسلي، المرحوم علي خوجة، مارتينيز، فيلالي» دون أن ننسى العمالقة «خدة وإسياخم». أما الحديث عن الذوق العام فهذا أمر صعب للغاية فعلى كثرة تنوع المعارض فإن الإقبال على مثل هذه الأعمال قليل جدا، وهذا ما لمسته في كل مرة يقام فيها مثل هذه التظاهرات التشكيلية، والسبب يبقى يحمل علامة استفهام ؟؟؟ تحتاج الى تفسير. ❊ تستعد قسنطينة لاحتضان تظاهرتها عاصمة للثقافة العربية 2015، هل هناك مشاريع بدأت تتجسد على أرض الواقع في مجال الفنون التشكيلية وهل لكم شخصيا لمسة في هذه التظاهرة الهامة؟ ❊❊ حقيقة، سبق وأن عرضت على السيد والي الولاية السابق أعمالا حظيت بالموافقة لإدماجها ضمن جماليات المدينة، في محطات الترمواي والساحات العمومية، لكن التغيير الذي حصل على مستوى الولاية أوقف هذا المشروع الذي نتمنى أن يتجسد مع الطاقم الجديد، هذا وأن كانت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة تلح دائما على العمل من أجل إنجاح هذه التظاهرة التي مازالت المنشآت القاعدية لإنجاحها ناقصة، خاصة أن المدة التي بقيت على افتتاحها قصيرة جدا.