أصبح الحكم " رجل المباراة" منذ بداية الموسم الكروي الحالي في الرابطة المحترفة الأولى ، بالنظر لاحتكاره الواجهة في تصريحات كل الذين يشاركون في المقابلات من قريب او من بعيد .. و توجه انتقادات شديدة لصاحب الصافرة الذي في نظر اللاعبين و المسيرين و الجمهور انخفض مستواه و يرتكب اخطاء كبيرة اثرت فعلا على نتائج المقابلات ن الامر الي لا يخدم كرة القدم الجزائرية كونها تصطدم بحلقة هامة في سلسلتها التي تعرقل المسيرة ، لا سيما و نحن في الموسم الرابع بنظام الاحتراف . فالعديد من المتتبعين يرون ان التحكيم لم يتماش مع التنظيم الجديد الذي اتى به الاحتراف ن و لم تظهر النقلة النوعية التي كانت منتظرة في هذا الاطار ، كون الحكم له دور كبير في توازن المقابلات . مجهودات تفسدها قرارات غير منطقية و يمكن القول ان رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي الذي التقينا به في الأيام الماضية أكد لنا ان الاحتراف يتماشى مع حكام في المستوى ، قائلا : " كيف لنا ان نطور كرتنا ، في الوقت الذي يقوم المدرب و اللاعبين بمجهودات طيلة الاسبوع .. و المسيرين يقدمون كل الوسائل لياتي في الاخير الحكم يفسد كل العمل الذي أقيم بعدم قدرته التحكم الجيد في المباراة ؟« .. و كانت تصريحات رئيس الشبيبة قد كلفته عقوبة لستة اشهر غير نافذة مباشرة بعد حادثة الحكم حواسنية الذي من جهته " جمدت " مهامه الى غاية نهاية مرحلة الذهاب بالنظر للاخطاء العديدة التي ارتكبها ، لا سيما في مباراة ش. القبائل – و. سطيف ..و التي أحدثت سابقة في تسيير اللجنة الوطنية للتحكيم اين تم الاعلان عن"معاقبة" الحكم المعني في الوقت الذي لم تكن مثل هه الاشياء تظهر للعلن عندما يعاقب حكم ارتكب اخطاء كبيرة . فالمنحى الذي ذهبت فيه الأمور قد يؤثر على الناحية المعنوية للحكام الذين سيجدون انفسهم تحت الضغط المستمر ، مما يقلل من تركيزهم في المقابلات ، عندما تكون مصيرية او بين فريقين يلعبان عن اللقب . كما ان " موضة" جديدة دخلت قاموس الكرة الجزائرية عندما يرفض رؤساء الاندية بعض الحكام ، يزيدون في شحن انصارهم الذين يقومون بضغط رهيب عن الحكم ، الامر الذي يستدعي التدخل من الفاف لعدم ترك مثل هذه التصريحات التي لا نجدها في البطولات العالمية اين يتم احترام الاختيار . ظروف غير مواتية لتركيز الحكم على المباراة فرئيس اللجنة المركزية للتحكيم السيد بلعيد لكارن الذي كسب احترام الجميع من خلال مسيرته الكبيرة في التحكيم على اعلى مستوى يؤكد ان الخطة التي قام بها بتشبيب سلك الحكام ستكون لها اثار جد ايجابية على الكرة الجزائرية .. و رأينا ان العديد من الحكام دخلوا بقوة و تمكنوا من فرض وجودهم ، حتى على الصعيد الدولي .. و خير دليل على الصحة الجيدة للتحكيم الجزائري هو المكانة التي وصل اليها الحكم حيمودي على المستوى الدولي ، و اختير احسن حكم افريقي ، و هو مرشح للمشاركة في المونديال القادم .. ممايستدعي عدة تساؤلات حول اداء الحكام الذي يكون دائما في قفص الاتهام ، خاصة من طرف رؤساء الاندية .. و في هذا الاطار اكد لنا احد الحكام ان اداء الحكم الجزائري و مستواه يظهر في المنافسات الدولية لان كل الظروف موفرة في مثل تلك المنافسات ، على خلاف ما يحدث في بطولتنا اين يكون الضغط على الحكم قبل المباراة بتصريحات المسيرين .. ثم اثناء المقابلة بتصرفات اللاعبين الذين لا يتقبلون القرارات مدعمين بمدربيهم و المسيرين ، الامر الذي يحدث اجواء مشحونة تنتقل الى المدرجات . هذا السيناريو يؤثر على المباراة و يزيد الضغط على الحكم الذي كثيرا ما يتأثر من هذا الجو غير المساعد على التركيز . و بالتالي ، فان عدة امور تدخل في طريقة تقييم الحكم ، لان الجو العام له علاقة مباشرة بما يحدث ، و الاحتراف الذي دخلنا فيه يفرض تطبيق القوانين بصرامة للحد من التجاوزات التي تفقد اللعبة نكهتها . فاذا كان معظم الفاعلين في كرة القدم ينتقدون التحكيم ، فان هذا السلك له ما يقوله .. و الحل بيد الذين تقع عليهم ايجاد الحلول لكي لا تتواصل الامور بهذه الطريقة التي تفسد الفرجة و تبقي التركيز على اداء الحكم ، في الوقت الذي نعرف جميعا ان كرة القدم هي لعبة و فنيات و اداء اللاعبين هو الاساس ، لان الحكم الذي يؤدي مهامه جيدا هو الذي لا يتكلم عنه اي احد كما يقال في محيط اللعبة الاكثر شعبية في العالم .