أجمع أغلب الفنيين والتقنيين الوطنيين في اتصال لهم مع جريدة “الفجر” على أن التحكيم في الجزائر لا يزال يعاني ويمارس تحت ضغوط كبيرة، رغم دخول الجزائر عالم الاحتراف وظهور بوادر خير لدى أصحاب البدلة السوداء، من خلال التألق الذي قاده الحكم الجزائري والمتمثل في الجزائري حيمودي في نهائي كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا، إلا أنه حسب التقنيين لا يزال صاحب الصفارة يتخبط أداؤه بين الإيجابي والسلبي من مباراة إلى أخرى، ما جعلهم يؤكدون على أهمية التدقيق جيدا في إطلاق أحكام على مسيرة الحكام من خلال المرور على الأخصائيين الذين لهم الحق في معالجة السلبيات التي يقدمها بعضهم حتى تساير التطور الذي يشهده عالم الكرة المستديرة. بلعور حمزة مصطفى بسكري - مدرب وتقني “الحكم إنسان ويخطئ وليس عدلا أن نقيمه من خلال مباراة واحدة” أكد التقني مصطفى بسكري أن الكلام عن قضية التحكيم في الجزائر ليس بالأمر السهل، وغير منطقي الحديث عن الحكم من خلال أدائه لمباراة واحدة غير جيدة، لاأ ذلك يعتبر تقليلا من العمل الكبير الذي ربما بذله طوال الموسم. وأوضح بسكري في اتصال مع جريدة “الفجر” قائلا: “المدرب أو حتى اللاعبون لما يفوزون بمباراة سوف يقولون أن الحكم أدى مباراة جيدة والعكس صحيح لما ينهزم الفريق فكل الانتقادات سوف توجه لحكم المباراة، على كل الحال الحكم إنسان ويمكن أن يخطئ، وهذا شيء عادي في كرة القدم، الأخطاء يمكن أن تكون تقنية وواردة في عالم كرة القدم”. وأضاف في ما يخص التحكيم في الجزائر وعن الطريقة المثلى من أجل التقييم الجيد والمثالي للحكم، بقوله أنه يجب مراقبة الحكم طوال الموسم وتقييمه مباراة بمباراة، وإحصاء الأخطاء التي يرتكبها طوال عدد معين من المباراة لنحكم عليه بالأداء الجيد أو العكس من ذلك. وأضاف قائلا: “لكي نحكم على الحكم يجب أن نعيد مشاهدة المباراة جيدا، وبضور أخصائيين في هذا المجال، ثم متابعة الحكم خلال 20 مقابلة والأداء التحكيمي الذي يقدمه، لنقرر بعدها فصل هذا الحكم أو تركه يعمل على مستوى التحكيم، وليس إطلاق حكم نهائي عليه من خلال مباراة واحدة”. و اصل مدرب النصرية سابقا بقوله “لو نعطي مثالا عن حيمودي وأدائه مباراة النهائي، فمن منطلق أنني مناصر للعميد ربما سأتهم الحكم بعدم أدائه مباراة جيدة، لكن هذا غير صحيح، حتى لو نفترض أنه ارتكب أخطاء فيجب تقييم أداء هذا الحكم طوال الموسم الكروي لإعطائه المعدل العام للمستوى الذي ظهر به”. علي فرڤاني - مدرب شباب باتنة “التحكيم في الجزائر لا يزال يراوح مكانه ولماذا لا نسمع بحكام جدد” تحفظ مدرب شباب باتنة علي فرڤاني على الأداء العام للحكام الجزائريين خلال هذا الموسم، مؤكدا أن التحكيم في الجزائر لا يزال يراوح مكانه، رغم دخولنا عالم الاحتراف. وأشار فرڤاني في تصريح مقتضب ل”الفجر” قائلا: “لا يمكن أن نقول أن التحكيم في الجزائر يشهد تطورا، وتحكيما عادلا في جميع المباريات، لأن أحيانا نرى الحكم كيف يمكن أن يحطم ما بناه المدرب طوال الأسبوع بقراراته غير الحكيمة، والتي تميل للفريق الآخر، من جهتي أؤكد أن التحكيم لا يزال يراوح مكانه، رغم الجهود التي تبذل إلا أنه يبقى نقطة من النقاط السلبية في البطولة الوطنية الجزائرية”. ومن جهة أخرى تساءل فرڤاني عن سر عدم وجود حكام جدد على مستوى الرابطة المحترفة، كأن حسبه الجزائر لا تملك أشخاصا يمكن أن يقدموا الإضافة الملموسة، وأشار في هذا السياق قائلا “كل موسم التحكيم في الجزائر لم يتغير، فنفس الحكام الموسم الفارط، هم الذين يديرون البطولة هذا العام، أتمنى أن يأتي حكام جدد حتى يكونوا في المستوى، لأنه بكل صراحة التحكيم لم يتطور بالصورة التي كنا نأمل فيها”. العيفاوي عبد القادر - مدافع اتحاد العاصمة “التحكيم في تطور، لكن لا يزال هناك ضغط يمارس على ممتهنيه” أثنى الدولي الجزائري السابق ولاعب نادي اتحاد العاصمة عبد القادر العيفاوي على أداء الحكام خلال هذا الموسم، مشيرا أن التحكيم أصبح يقدم مباريات جيدة من خلال التحكم الجيد في أطوار المباراة ومتابعتهم كل صغيرة وكبيرة في الميدان. أوضح عبد القادر العيفاوي أن التحكيم شهد تطورا ملحوظا خلال هذه السنوات، خاصة بعد دخول عالم الاحتراف حيث أصبح الحكم يؤدي مباريات جيدة بعيدة عن الأخطاء مقارنة بما كان يحدث في السابق. وأضاف في اتصال مع “الفجر” قائلا “يمكن القول أن التحكيم أصبح جيدا، والحمد الله هذا شيء مهم ومعادلة مهمة في مباراة كرة القدم، الاتحاد لعب عدة مباريات ورغم أن هناك بعض الأخطاء، لكن هذا لا ينقص من الأداء العام للحكم الجزائري، الذي على العموم يؤدي مباريات جيدة وأخطاؤه في الغالب لم تؤثر على سير المباراة”. رغم هذا، أقر لاعب وفاق سطيف بوجود ضغط كبير على الحكام خاصة لما تلعب خارج الديار، حيث يكون الحكم تحت ضغط كبير، وهو ما يجعله يميل بطريقة غير مباشرة للمحليين، وإذا كان الاتحاد تعرض إلى ذلك الانحياز من طرف بعض الحكام، أشار في هذا الصدد قائلا “لعبنا مباريات خارج الديار، ولاحظنا أن جل الحكام يعانون ضغطا كبيرا، ويتأثرون من ضغط الأنصار ومحيط الملعب، ولا أدري في الحقيقة إذا كان ذلك ناتجا عن نقص الأمن أو خوفا على حياته، وإن شاء الله الأمور تتحسن أكثر فأكثر حتى نعطي لكرة القدم متعة أخرى”. وعن أداء الحكم حيمودي الذي أدار نهائي كأس الجمهورية، أكد العيفاوي أن الحكم يعتبر دوليا، وشرف احتضانه لنهائي كأس إفريقيا دليل على الخبرة التي اكتسبها في الميادين. وأوضح قائلا “الحكم حيمودي غني عن التعريف، أعتقد أنه أدار مباراة جيدة في نهائي كأس الجمهورية أمام المولودية، لأنه كان في المستوى على الرغم من الكلام الكثير الذي قيل في شأنه، لكن إذا حللنا أداء الحكم فأنا متأكد أن أهل الاختصاص سوف ينصفون هذا الحكم”.