خرج الكثير من المواطنين بالجزائر العاصمة، أمس، حاملين الراية الوطنية ردا على الاستفزاز المغربي الذي طال العلم الوطني بقنصليتنا بالدار البيضاء المغربية. لم يجد المواطنون طريقة أخرى سوى الخروج إلى الشارع للتعبير عن استنكارهم وسخطهم للفعل الدنيء الذي يعبر عن الحقد الدفين للجهات المغربية تجاه الجزائر. يأتي هذا الخروج إلى الشارع بالراية الوطنية تزامنا مع الفعل الخطير الذي أقدم عليه مغربيون بتحريض حيث قاموا بتدنيس العلم الوطني بعد أن تم انزاله من على القنصلية الجزائرية، في وقت تحتفل فيه الجزائر بثورة نوفمبر المجيدة وبخمسينية الاستقلال، وبأحداث أخرى كالمقابلة الكروية التي ستجمع الفريق الوطني مع نظيره البوركينابي، حيث يدرك الجميع مدى تأثير مثل هذه المناسبات في نفوس الجزائريين ووطنيتهم. ولم يقتصر حمل العلم الوطني على الشباب فقط بل امتد الى النساء والعجائز حيث فضلت بعضهن الإلتحاف بالعلم بدل الحايك العاصمي، وعلق العلم كذلك بمختلف المؤسسات والبيوت والمركبات وحتى الدراجات، وذلك تحت شعار «علم وطني بكل سيارة بكل منزل بكل مؤسسة»، مؤكدين، بأن العلم الوطني رمز التواصل بين مختلف الأجيال الجزائرية، وأداة لتعميق المبادئ والأسس التي يقوم عليها المجتمع الجزائري. والمتأمل لحاملي العلم الوطني الجزائري يتأكد من مدى تعلق الجزائري بوطنيته ورموزها رغم كل الظروف، كيف لا وهو رمز لوحدة الأمة والشعور، والتضحيات الجسام التي قدمها بلد المليون ونصف المليون شهيد، والمطامح، والقيم الخالدة للشعب الجزائري. يبدو أن الجزائري في كل مرة يؤكد ويصر على أن الراية الوطنية المخضمة بدماء الشهداء هي رمز التحرر الوطني وأحد ركائز السيادة الوطنية والمساس بها هو مساس بالأمة كلها كيانا وشعبا وبكل الدلالات التي يعبر عنها الوطن.