يحتل التكوين مكانة متقدمة في خارطة الطريق للنهوض بالصناعة التقليدية مثلما أكده الوزير محمد أمين حاج سعيد، الذي صرح بشكل واضح انه يحرص على تشجيع التكوين عن طريق التمهين في مختلف الحرف التقليدية لما لها من دور في الحفاظ على الموروث الثقافي لبلدنا بكل ما يتميز به من تنوع. وفي رده على سؤال حول التعاون محليا ودوليا في تنمية برامج التكوين في حرف الصناعة التقليدية ضمن الفضاء الاقتصادي أشار حاج سعيد بروح اتصال عالية وإتقان جيد وسليم للغة العربية إلى أن العمل قائم مع وزارة التكوين المهني وكذا مع دول عديدة مثل البرازيل واسبانيا وتونس بمشاركة المكتب الدولي للعمل للدفع بالتكوين المتخصص وفقا لخصوصيات المناطق ووفرة المادة فيها. وأوضح أن التعاون الدولي يرمي لتكوين حرفيين مكونين يتحملون في المستقبل مرافقة الحرفيين وخاصة الشباب. وأضاف أن الاهتمام يشمل أيضا المرأة الريفية بتشجيعها من خلال توفير أدوات وأجهزة مواتية تساعدها على ممارسة وتطوير حرف تقليدية مسجلا مدى المعاناة التي عاشها الريف الجزائري وسكانه خاصة خلال العشرية السوداء التي عطلت مسيرة الريف نحو التنمية الشاملة خاصة من خلال الحرف والمهن التي تلعب دورا معتبرا في التنمية الاقتصادية انطلاقا من الإنسان نفسه مصدر إنتاج القيمة المضافة. وأبدى وزير السياحة والصناعة التقليدية عزيمة على الدفع بالحرف وتطويرها من خلال تصور لبرامج مندمجة وجوارية يكون فيها العنصر البشري المحرك ومن ثمة هو الغاية والهدف. وينطلق في ذلك من كون الحرف التقليدية بقدر ما تحمل في مضمونها الموروث الحضاري والثقافي للجزائر بمختلف مناطقها بقدر ما توفر فرصا وإمكانيات لإدماج شريحة واسعة من الجزائريين والشباب في الديناميكية الاقتصادية التي بقدر ما ترتكز على البرامج الاستثمارية الكبرى بقدر ما تحتاج أيضا لمساهمة المشاريع الصغرى الجوارية والتي لا تتطلب تكاليف وأعباء مرهقة. وبالفعل فان للمنتجات التقليدية بمختلف أنواعها قيمة مضافة لقطاع السياحة الذي يعد قاطرة أخرى لاقتصاد خارج المحروقات ويحتاج لمثل تلك المهن الحرفية التي يمكن كما أفاد به حاج سعيد تعزيز موقعها من خلال التركيز على التكوين البشري بما يضمن توارث المهنة، وتعميق إتقانها بإدخال التكنولوجيات الحديثة بعيدا عن أي مساس بجانب الأصالة للمواد المنتجة بأنامل فنية تجسد روح إبداع لطالما كانت بالأمس حصنا للهوية واليوم هي بمثابة جسور للمستقبل في ظل عولمة لا يمكن صدها إلا بالتمسك بالرهان على قوة الإنسان الإبداعية المستمدة من الماضي الذي يضرب جذوره في أعماق التاريخ.