يعتبر الممثلان خمار علاء الدين مبارك والسعيد خليفي، من رجالات المسرح ببسكرة، إذ يذكر هذا الأخير، أنّه كان طالبا بمدرسة الفنون الدرامية بالبلدية عام 1981، وأشرف على تدريبه وصقل موهبته المسرحية رفقة العديد من الزملاء الذين يشرفون على فرق مسرحية، أبرز أساتذة المسرح بالمنطقة، منهم «بلقاسم لقريد» و»السعيد رحماني» وغيرهما. برزت بسكرة بالمسرح الجوال، الأمر الذي منح لها شهرة داخل وخارج الوطن وخارجه في العديد من المناسبات، وجعلها مزارا لأسماء لامعة أمثال عبد القادر علولة، عز الدين مجوبي، حكيم دكار، سيراط بومدين وآخرون. الممثل خمار علاء الدين، يُعترف له أيضا بكونه أحد أعمدة المسرح ببسكرة، وهو يشغل اليوم منصب مستشار ثقافي بمديرية الثقافة ببسكرة، غاص بنا في أعماق التاريخ المسرحي، إلى جانب الظاهرة المسرحية «شايب عاشورة»، التي تركت بصماتها على شخصيته، وصولا إلى ولادة المسرح ببسكرة، حيث لم يكن وليد الأمس القريب، إنما كان منذ الأمس البعيد، وكانت أول مسرحية بسكرية ظهرت للوجود عام 1914 بعنوان «الكاهنة»، لكاتبها شباح المكي المتوفي بفرنسا رفقة بلقاسم خمار. ويقول مدير قاعة الزعاطشة السعيد خليفي في حديث ل «الشعب»، إنّ أجمل مراحل المسرح ببسكرة، كانت في ثمانينات القرن الماضي، لأنه استطاع استقطاب أرمادة من الممثلين الوطنيين السالف ذكرهم، غير أنّ واقع المسرح تراجع كثيرا، لذلك يقول تجد شريحة كبيرة من المجتمع البسكري تدعو لإحياء وإقامة أسابيع مسرحية، ويطالبون بتعيين شخصية جامعة للأسرة الفنية لتجاوز الصراعات الضيقة والتفكير في النهوض بثقافة المنطقة. وردا منه على سؤالنا حول الدفع الذي يُنتظر أن يقدّمه هذا الصرح الجهوي للفنان البسكري، تساءل محدثنا» «وسط صراع خفي بين الفنانين ومن هم محسوبون على الفن، من سيتربّع على كرسي هذا الصرح الجهوي؟»، مضيفا «هل سيكون على رأسه واحد من الأسرة الفنية، فيعمل دون سوابق خلفية مع الجميع من أجل النهوض والدفع بعجلة المسرح إلى الأمام؟»، ورغم هذا التخوف الذي يتوجس منه الفنان القدير، إلا أنه يأمل في أن يعطي هذا الركح شارة عودة الحركة المسرحية التي توقفت في تسعينيات القرن الماضي، وتفتح أبوابها أمام الفرق الإبداعية التي بدأت تظهر على الساحة البسكرية.